“لكم قال الخبراء وعلماء البحر: إن الرياح عتية والإبحار مستحيل، ولم يثن هذا الرفاعي، من كل لحظة في عمر هذه الدنيا سيجيء، سيبدو للكل، من رآهم ومن سيعمل معهم، ومن سيلتقي بهم على غير اتفاق، سيظهر في الجهات الأربع الأصلية، ويسري إلى الكل، عندئذ سيمضون إليه، فواحد يحنو عليه، يضمه، وآخر برداء الحرب يظلله، وآخر بالصمت ينظر إلى وجهه، وآخر في الهجوم يفديه وآخر قبل الاقتحام يستأذنه، وآخر بعد الجرح يلوذ بجانبه، وآخر يقول: نأيت عنا زمنا طويلا ولم نعتد منك البعد، فيقول أبو الفضل عندئذ: كان سكنه في العمر وضريحه في قلبي”.
هكذا تحدث الروائي المصري جمال الغيطاني عن أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 وأحد قادتها وشهدائها في روايته “الرفاعي”، ففي الحرب يتعانق القلم مع البندقية، وإقدام الجندي مع جموح خيال الأديب، فيغدو الأدب صنو القتال محفزا للمعركة حين اشتعالها ومؤرخا مصورا لها بعد انقضائها.