أفادت مصادر محلية من مدينة النهود بولاية غرب كردفان أن ستة من أعضاء غرفة الطوارئ بالمدينة قد تم اعتقالهم من قِبل قوات يُعتقد أنها تابعة لما يُعرف بـ”المستنفرين”، وذلك على خلفية رفضهم دفع “رشوة” لمفوض العون الإنساني في المدينة، والذي طالبهم بنسبة 25% من مبلغ تبرعت به إحدى المنظمات لغرفة الطوارئ.
ووفقاً للناشطين، فإن المعتقلين وهم: خالد آدم جاد الله، أبو طالب عبد المطلب، إبراهيم محمد علي، عمر فاروق، أسعد الخير، وجعفر عبد الله، اقتيدوا منذ أكثر من أسبوع إلى منطقة جبل حيدوب، حيث يُعتقد أنهم محتجزون ويواجهون ظروفًا قاسية، وربما يتعرضون للتعذيب.
وقد أثارت الواقعة موجة استنكار واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بإطلاق سراح المعتقلين فورًا ومحاسبة المتورطين في الفساد وعمليات الاعتقال غير القانونية.
من جهته، أدان المجلس الأعلى لشؤون دارحمر عملية الاعتقال، مشيرًا إلى أن من نفذها هي “ميليشيات المستنفرين المسلحة التابعة للجيش السوداني”، واتهمها بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، منها القتل والتعذيب خلال الأشهر الماضية في مناطق مختلفة بالسودان.
وقال المجلس في بيانه:
“نحمل والي غرب كردفان المسؤولية الكاملة عن سلامة هؤلاء الشباب، وندعو إلى تدخل عاجل لإطلاق سراحهم، كما نؤكد أن من يقف خلف هذه الاعتقالات هم عناصر من حزب المؤتمر الوطني يسعون لتصفية حسابات سياسية مع قوى الثورة والمجتمع المدني”.
الواقعة تسلط الضوء مجددًا على الخلل في آليات الرقابة والمساءلة بمؤسسات الدولة، وعلى تزايد تدخلات القوات غير النظامية في الحياة المدنية، وسط تصاعد المطالبات بإصلاحات فورية في منظومة العون الإنساني، ووقف الاستغلال السياسي والأمني لموارد الإغاثة والعمل الطوعي.