طرابلس – متابعات
أثار مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بلقب “غنيوة”، قائد جهاز دعم الاستقرار في طرابلس، زلزالاً سياسياً وأمنياً في ليبيا، مع توقعات بأن تتسع دائرة تأثيره لتطال دول الجوار، وفي مقدمتها السودان.
الككلي، الذي بدأ حياته في أحياء طرابلس الفقيرة وخرج من السجن عقب ثورة 2011، أسس واحدة من أقوى الميليشيات في العاصمة الليبية. وقد لعب دوراً محورياً في المعادلة الأمنية بليبيا، حيث كان يسيطر على مناطق حيوية من العاصمة، لا سيما أبو سليم، ونسج علاقات معقدة مع قوى محلية وإقليمية، خاصة في ملف التهريب والتمويل غير المشروع.
وبحسب محللين، فإن مقتله سيفتح الباب أمام فوضى داخلية بين الفصائل المسلحة التي كانت تحت مظلته أو تنافسه، وقد يعيد خلط أوراق التحالفات الهشة في طرابلس.
لكن الأثر لا يتوقف داخل ليبيا، إذ تشير تقارير استخبارية وإعلامية إلى أن غنيوة كان جزءاً من شبكة إقليمية للتهريب تمتد إلى السودان عبر الصحراء الليبية، وتربطه صلات غير مباشرة بعناصر داخل الجيش السوداني وفلول النظام السابق.
ويُتوقع أن يؤدي غيابه إلى شلل مؤقت في تلك الشبكات، التي كانت تعتمد على نفوذه لتسهيل عبور السلاح، الذهب، والبشر من الجنوب الليبي نحو دارفور وكردفان، ما قد ينعكس على مصادر تمويل بعض الفصائل السودانية المتورطة في الصراع الدائر.
كما يُرجح أن يُستخدم مقتله لإعادة فتح ملفات الانتهاكات التي ارتُكبت تحت قيادته في جهاز دعم الاستقرار، وربطها بتحالفات غير رسمية مع شخصيات سودانية كانت تستفيد من حماية غنيوة أو تشارك في مصالحه.
في المجمل، يمثل مقتل عبد الغني الككلي نهاية رجل أمن ظلّ يُلقب بـ”حاكم الظل” في طرابلس، وبداية مرحلة من الغموض الأمني والسياسي في ليبيا، وتراجع نفوذ بعض الجهات السودانية التي كانت تُراهن على شبكته في ساحات الصراع المفتوحة بين البلدين.