كشفت مصادر مطلعة في العاصمة الإريترية أسمرا لصحيفة “تأسيس”، أن السلطات العسكرية في بورتسودان اضطرت خلال الأيام الماضية إلى نقل عدد من الطائرات الرئاسية إلى مطار أسمرا الدولي، بعد تعرض مطار بورتسودان لسلسلة هجمات عنيفة بالطائرات المسيّرة، استهدفت مواقع عسكرية حساسة وألحقت خسائر كبيرة.
وبحسب المصادر، وصلت طائرتان من الطائرات الرئاسية السودانية إلى أسمرا، ولا تزالان قيد الإقامة في المطار الإريتري حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
إجلاء وقائي بعد تدمير طائرات
وأكدت المصادر أن القرار جاء بعد تدمير طائرات رئاسية وعسكرية كانت رابضة في مطار بورتسودان، نتيجة للهجمات الأخيرة التي استهدفت قواعد الجيش ومخازن العتاد. وتشير المعلومات إلى أن هذه الضربات أصابت بنية القيادة الجوية في المنطقة الشرقية بشلل مؤقت.
ضربات مسيّرة نوعية تهز “عاصمة الطوارئ”
وتشهد مدينة بورتسودان، التي تتخذها السلطات الموالية للجيش مقرًا مؤقتًا للحكومة المركزية، تصاعدًا ملحوظًا في الضربات الجوية الدقيقة بالطائرات المسيّرة، التي طالت في الأيام الماضية مواقع عسكرية ومخازن للسلاح، وسط حالة من الارتباك في قيادة الجيش وقلق من احتمال تكرار الهجمات.
تحول إستراتيجي خطير
يرى مراقبون أن نقل الطائرات الرئاسية إلى خارج البلاد – وتحديدًا إلى دولة مثل إريتريا – يمثل تطورًا لافتًا في المشهد العسكري والسياسي، ويعكس هشاشة الوضع الأمني حتى في المناطق التي كانت تُعتبر سابقًا آمنة وتحت سيطرة الحكومة.
ويرجّح أن اللجوء إلى أسمرا تم في إطار اتفاق تنسيق غير معلن بين الجيش السوداني والسلطات الإريترية، وهو ما يثير تساؤلات حول حجم ونوع التعاون بين الطرفين في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.
سياق أمني متدهور
يأتي هذا التطور في وقت تتوالى فيه الضربات الاستباقية على مواقع الجيش السوداني شرق البلاد، بالتزامن مع توترات داخل معسكر الحكومة في بورتسودان، وانقسامات متزايدة في السلطة العسكرية، وسط تقارير عن صراع نفوذ بين أطراف داخلية وأخرى إقليمية.
خلاصة:
نقل الطائرات الرئاسية إلى خارج البلاد يمثل اعترافًا ضمنيًا بفقدان السيطرة الجوية على بورتسودان، وقد يكون مؤشرًا على اقتراب مرحلة جديدة من التصعيد العسكري والسياسي في شرق السودان.