تواصلت الهجمات بالطائرات المسيرة على مدينة بورتسودان لليوم الثاني عشر على التوالي، في تصعيد عسكري خطير يهدد المرافق الحيوية شرقي السودان، حيث تعرضت مدينة كسلا كذلك لقصف مماثل فجر أمس، وسط حالة من الذعر بين السكان وتزايد مخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية والخدمية.
الدفاعات الأرضية تتصدى
أفاد شهود عيان أن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط عدد من المسيّرات التي حلّقت في سماء المدينتين، خاصة قرب مطاري بورتسودان وكسلا. ويأتي هذا التطور بعد أيام من تقارير تحدثت عن نقل الطائرات الرئاسية إلى أسمرا تخوفاً من الاستهداف المباشر للبنية التحتية العسكرية.
تراجع حركة الموانئ وارتفاع تكاليف النقل
قال عثمان طاهر، القيادي النقابي في الموانئ البحرية، إن حركة العمل بالميناء تراجعت بشكل ملحوظ رغم استمرار النشاط، مشيراً إلى أن القصف المسيّر يهدد استقرار الخدمات اللوجستية. وأكد أن القصف المتواصل من شأنه أن يرفع تكاليف التأمين والشحن البحري، مما سينعكس سلباً على أسعار السلع المستوردة.
موجة نزوح جديدة
ووفقاً لتحديث مصفوفة النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية (IOM)، فقد نزحت 550 أسرة في الفترة ما بين 5 و12 مايو الجاري نتيجة للقصف الجوي. وتوزعت الأسر على محليات القنب، تاكر، حلايب، جبيت المعادن، سنكات، سواكن وعقيق. كما ذكرت المنظمة أن أكثر من 1500 أسرة غادرت ولاية البحر الأحمر بالكامل.
دعم صيني وتعديلات عسكرية
أفادت منصة “القدرات العسكرية السودانية”، المقربة من الجيش، أن قوات الدعم السريع استخدمت طائرات مسيرة من طراز FY-70 صينية الصنع في الهجمات الأخيرة. وكشفت أن تلك المسيّرات تم تعديلها لزيادة المدى والقدرة التفجيرية، عبر تزويدها بمحرك 550CC وسعة وقود أكبر، مما يتيح لها تنفيذ ضربات بعيدة المدى وبدقة عالية.
سياق تصعيد خطير
يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه السودان واحدة من أعنف الموجات العسكرية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وتزداد المخاوف من تحوّل بورتسودان إلى جبهة قتال مفتوحة، بعد أن ظلت لوقت طويل تُعتبر “الملاذ الآمن” للسلطة المؤقتة.