تشهد مدينة أم درمان أزمة وقود حادة منذ أيام، عقب قصف متتالٍ نفذته طائرات مسيرة استهدف مستودعات الوقود في مدينة بورتسودان، المقر الإداري للسلطة الحاكمة شرق البلاد.
ورغم تأكيدات وزارة النفط في وقت سابق بأن انسياب الوقود يسير بصورة طبيعية، فإن الواقع الميداني يُظهر خلاف ذلك، حيث اصطفت المركبات لساعات طويلة أمام محطات الوقود، بينما توقفت بعض المحطات عن العمل جزئياً، بحسب ما رصدته “تأسيس”.
وقال سائقو مركبات نقل عامة إنهم باتوا ينتظرون لساعات للحصول على الوقود، وأكد بعضهم أنهم يضطرون للشراء من السوق السوداء بأسعار تصل إلى ثلاثة أضعاف السعر الرسمي لتسيير أعمالهم.
ووصل سعر الجالون في السوق الموازي إلى 25–30 ألف جنيه، مقارنة بـ 9–13 ألف جنيه في المحطات الرسمية.
وأشارت الوزارة إلى أن هجمات المسيّرات استهدفت مستودعات شركتي “أويل إنرجي” و”النيل للبترول”، ما أدى إلى حرائق امتدت لأيام في منطقة مكتظة بخزانات الوقود.
وأفاد عدد من السائقين بأن جنودًا ومستنفرين من الجيش يشاركون في عمليات بيع الوقود بالسوق السوداء، في وقت تضاعفت فيه أسعار المواصلات، ما أثر على حركة المواطنين، خاصة العاملين في القطاع غير الرسمي.
وقالت المواطنة منى لـ”سودان تربيون” إنها باتت تنفق أكثر من ثلث دخلها على التنقل، بسبب الارتفاع الحاد في تعرفة المواصلات، مما قلص قدرتها على الحركة والعمل.
وتأتي هذه الأزمة في ظل تصعيد عسكري لافت شرق السودان، يهدد بإغلاق المزيد من طرق الإمداد الحيوية، ويدفع المواطنين إلى اللجوء للسوق السوداء لتلبية احتياجاتهم الأساسية.