شنت السلطات الأمنية التابعة لحكومة بورتسودان، خلال اليومين الماضيين، حملة اعتقالات واسعة طالت نشطاء ومتطوعين يعملون في “تكايا” تقدم وجبات غذائية مجانية للمواطنين في العاصمة الخرطوم، في وقت تشهد فيه البلاد أزمة إنسانية متفاقمة وتحذيرات دولية من مجاعة تلوح في الأفق.
وبحسب مصادر محلية ووسائل إعلام سودانية، فقد اعتُقل ما لا يقل عن 13 متطوعاً من أحياء متفرقة في الخرطوم، ضمن ما وصفته جهات حقوقية بـ”استهداف ممنهج للعمل الإغاثي الشعبي”، خاصة التكايا التي تعتمد على مبادرات أهلية وتبرعات فردية لتوفير الغذاء والوقود والطهي لمئات الأسر المتضررة من الحرب والنزوح.
وقد أثارت هذه الاعتقالات موجة استياء شعبي واسع، مع تصاعد الدعوات للإفراج الفوري عن المعتقلين ووقف التضييق على المبادرات الإنسانية، التي يرى كثيرون أنها تسد فراغاً تركته الحكومة نتيجة انهيار مؤسسات الدولة وتوقف الخدمات الرسمية في مناطق واسعة من البلاد.
وكتب الناشط في العمل الطوعي صهيب الرومي على صفحته في فيسبوك:
“المتطوعون يمثلون الإنسان السوداني الحر الذي يشعر بالألم الحقيقي، وليس المصطنع. إنهم يسعون لمساعدة الأطفال المحتاجين، وليس للبحث عن الشهرة.”
ويأتي هذا التصعيد الأمني ضد المتطوعين في ظل تدهور الوضع الإنساني في السودان، حيث تُحذر منظمات دولية من خطر المجاعة بعد نزوح الملايين وانقطاع سلاسل الإمداد الغذائي، وسط استمرار العمليات العسكرية في مناطق متفرقة من البلاد.