قُتل الطالب السوداني محمد بلة يوسف (24 عاماً) وأُصيب زميله أحمد محمد نور بجروح خطيرة، في هجوم عنصري مروّع وقع فجر الخميس بمدينة جالاندهار بولاية البنجاب، أثناء محاولتهما الدفاع عن زميلتيهما السودانيتين من تحرشٍ جماعي نفذته مجموعة من الشبان الهنود المخمورين.
الحادثة، التي وُصفت بأنها طعنة غدر مزدوجة من العنصرية والعنف، وقعت في حوالي الساعة الرابعة صباحًا أثناء عودة الطلاب من أداء صلاة الفجر قرب إحدى الجامعات الخاصة في منطقة فاجوارا. ووفقاً لشهادات أصدقاء الضحية، حاولت المجموعة المعتدية انتزاع أرقام هواتف الطالبات بطريقة عدائية ومهينة، الأمر الذي دفع محمد وأحمد للتدخل لردع المعتدين، لكنهم واجهوا هجومًا مسلحًا بالسكاكين والأسلحة البيضاء.
استشهاد وإنقاذ
نُقل الطالبان إلى مستشفى بمدينة جالاندهار في حالة حرجة، حيث لفظ محمد بلة يوسف أنفاسه الأخيرة فور وصوله، بينما يرقد أحمد محمد نور في العناية المركزة، وسط مخاوف حقيقية من تداعيات حالته الصحية.
الجالية الطلابية الأفريقية تحت الصدمة
أثار الهجوم حالة من الغضب العارم وسط الجالية الطلابية السودانية والأفريقية في الهند، والذين أعربوا عن قلقهم المتزايد من تصاعد وتيرة الحوادث العنصرية واستهداف الطلاب الأجانب، لا سيما في الولايات الشمالية.
وقال أحد الطلاب السودانيين المقيمين في جالاندهار:
“هذا ليس حادثًا فرديًا. هو نتاج بيئة تتسامح مع العنصرية وتغض الطرف عن حماية الوافدين”.
تحرك الشرطة وملاحقة الجناة
أكدت المديرة العامة للشرطة روبيندر كور بهاتي، أن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على المتهمين الستة بعد ساعات فقط من الحادث، أثناء محاولتهم الفرار إلى ولاية هيماشال براديش المجاورة. وقد تم فتح بلاغات رسمية ضدهم بموجب قوانين القتل العمد، والشروع في القتل، والتحرش، واستخدام الأسلحة البيضاء.
وأشارت بهاتي إلى أن السفارة السودانية قد أُبلغت، وتم التواصل مع عائلة الضحية، في حين ينتظر تحديد مصير الجثمان بحسب رغبة الأسرة.
مطالب بتشديد الحماية
طالبت منظمات طلابية وسفارات أفريقية في الهند بفتح تحقيق شامل وضمان أمن الطلاب الأجانب، وتوفير حماية فاعلة من التمييز والعنف، خاصة في المدن الجامعية التي تضم الآلاف من الوافدين من دول الجنوب العالمي.