في خطاب مؤثر ومباشر، دعا الدكتور محمد بن شمباس، رئيس الآلية الإفريقية التابعة للاتحاد الإفريقي المعنية بحل النزاع في السودان، أطراف الحرب والشعب السوداني إلى إنهاء الحرب الدائرة، واصفًا إياها بـ”العبثية” التي أنهكت الوطن وحرمت شعبه من أبسط مظاهر الحياة، بما فيها فرحة الأعياد.
وقال شمباس في كلمته التي وُجهت للشعب السوداني:
“أنتم شعب مسلم.. مرّت عليكم أربعة أعياد لم تحتفلوا بها كما تفعل بقية الشعوب الإسلامية. لا أصوات تكبير، لا ملابس عيد، لا بهجة أطفال. هل يليق هذا بأمة عظيمة مثل أمتكم؟”.
وأضاف أن عيد الأضحى المقبل يجب أن يكون لحظة فارقة في تاريخ النزاع، ودعوة مفتوحة إلى مصالحة حقيقية تعيد للسودانيين بعضًا من الأمل والطمأنينة، مشيرًا إلى أن العيد يجب أن يكون بداية “لصفحة جديدة من التفاهم والتسامح والتعالي فوق الجراح”.
وأكد شمباس أن استمرار الحرب يعني مزيدًا من النزوح، والمجاعة، وضياع الأجيال، داعيًا جميع القوى إلى التحلي بالحكمة ووقف دوامة العنف التي لم تُبقِ شيئًا من مكتسبات السودان.
رسالة إلى ضمير الأمة
وفي نبرة عاطفية موجهة إلى وجدان السودانيين، قال شمباس:
“هذه الحرب لا منتصر فيها. الرابح الوحيد هو الدمار، والخاسر هو المواطن البسيط الذي فقد منزله، وأطفاله، وعيدياته. أوقفوا النزف… لأجل الله، ولأجل أبنائكم”.
وختم رئيس الآلية الأفريقية كلمته بالتأكيد على التزام الاتحاد الإفريقي بمواصلة الجهود السياسية والدبلوماسية لإنهاء الحرب، لكنه شدد على أن “المفتاح الحقيقي للسلام بيد السودانيين أنفسهم، لا في عواصم الخارج”.