سادت حالة من التوتر والقلق مناطق التعدين وأسواق طواحين الذهب بمدينة أبو حمد بولاية نهر النيل، وذلك عقب مقتل أحد أفراد القوات المشتركة المكلفة بتأمين المنطقة، في حادثة مرتبطة بما يعرف محليًا بـ”قانون الوجوه الغريبة”.
ووفق مصادر محلية، فإن الجندي لقي حتفه خلال عملية تفتيش روتينية استهدفت مواقع التعدين الأهلي ضمن حملة أمنية للحد من تسلل عناصر غير معروفة الهوية إلى مناطق الذهب، وهي ممارسة تندرج تحت ما يعرف في المنطقة بـ”قانون الوجوه الغريبة”، والذي يُطبَّق عرفيًا لتحديد الداخلين الجدد ومراقبة تحركاتهم في مناطق التعدين.
توترات واحتكاكات
عقب الحادث، تصاعد التوتر في الأسواق والمناطق المحيطة بمواقع الطواحين، وسط انتشار كثيف للقوات الأمنية وتزايد المخاوف من اندلاع اشتباكات بين المعدنين المحليين وبعض أفراد القوات النظامية.
وشهدت المنطقة حالة من الشلل الجزئي، حيث أغلقت بعض أسواق الذهب أبوابها مؤقتًا، وسط أنباء عن مغادرة عدد من العاملين في التعدين الأهلي خوفًا من تطورات محتملة.
خلفية “قانون الوجوه الغريبة”
تُطبق سلطات الأمن المحلية واللجان الأهلية في بعض مناطق التعدين العرف المعروف بـ”قانون الوجوه الغريبة”، والذي يُستخدم لمراقبة القادمين الجدد والتثبت من هويتهم، في محاولة لمنع تسلل عناصر إجرامية أو تهريب الذهب. غير أن هذا القانون يثير بين حين وآخر انتقادات حقوقية بسبب احتمالات سوء الاستخدام والتجاوزات.
مطالب بتحقيق عاجل
وطالبت جهات أهلية وناشطون بضرورة فتح تحقيق شفاف في الحادثة وتوضيح ملابسات مقتل الجندي، محذرين من أن استمرار الاحتقان قد يؤدي إلى اضطرابات أوسع في مناطق التعدين التي تشكل شريانًا اقتصاديًا حيويًا للولاية.