كشفت مصادر مطلعة لـ”تأسيس” عن إلغاء تكليف السفير دفع الله الحاج علي بتولي مهام رئيس الوزراء، رغم موافقته المبدئية على المنصب، وذلك بعد تدخل مباشر من جهاز المخابرات العامة المصري، الذي أبدى اعتراضًا حازمًا على الخطوة.
ووفقًا للمصادر، فإن دفع الله واجه تحفظًا مصريًا صارمًا بسبب مواقفه السابقة المناهضة للسياسات المصرية في السودان، خاصة خلال فترة عمله في الحكومة الانتقالية السابقة، وهو ما جعل القاهرة تنظر إليه بعين الريبة، في ظل استمرار التوترات الإقليمية حول الملف السوداني.
تدخل استخباراتي يحسم المعركة
أوضحت المتابعات أن القنوات الأمنية المصرية لعبت دورًا حاسمًا في إقناع القيادة العسكرية السودانية بالتراجع عن القرار، ما أدى إلى سحب اسم دفع الله من المشهد، رغم أنه كان الأوفر حظًا لتولي المنصب عقب فشل تسمية مرشحين آخرين، من بينهم د. عبد الله حمدوك، الذي سبق أن اصطدم هو الآخر برفض علني من القاهرة عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021.
خلفيات الصراع الخفي
وتعكس هذه التطورات مدى تأثير الأجهزة الأمنية الإقليمية في تشكيل القرار السياسي داخل السودان، وسط غياب واضح لأي عملية سياسية داخلية حقيقية. ويأتي إبعاد دفع الله الحاج في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية على الجيش السوداني لاختيار شخصية توافقية قادرة على إدارة المرحلة الانتقالية المعقدة، دون استفزاز الفاعلين الإقليميين.