أعلنت وزارة الصحة السودانية، الثلاثاء، عن تزايد كبير في حالات الكوليرا بولاية الخرطوم، خاصة في منطقتي كرري وجبل أولياء، في ظل أوضاع إنسانية وصحية متدهورة نتيجة الحرب المستمرة في البلاد.
وأكد مركز عمليات الطوارئ بالوزارة تسجيل 2323 إصابة جديدة بالكوليرا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بينها 51 حالة وفاة، مشيرًا إلى أن نحو 90% من الإصابات رُصدت في ولاية الخرطوم، التي تعاني من انهيار شبه كامل في شبكات الخدمات الأساسية.
أزمة مياه متفاقمة
وتعيش مناطق واسعة في الخرطوم أوضاعًا صعبة في ظل انقطاع المياه والكهرباء بعد قصف لثلاث محطات كهربائية في أم درمان يوم 14 مايو، ما تسبب في توقف إمدادات المياه النقية. هذا الوضع دفع السكان إلى استخدام مصادر مياه غير آمنة، مثل مياه النيل أو الآبار السطحية، ما ساهم بشكل مباشر في تفشي الكوليرا وأمراض أخرى.
أزمات صحية متعددة
إلى جانب الكوليرا، نبهت الوزارة إلى انتشار حمى الضنك، الملاريا، الحصبة، التهاب الكبد الوبائي والدفتيريا، في وقت تعمل فيه أقل من 20% من المرافق الصحية في مناطق النزاع، وسط عجز شديد في الإمدادات، الكهرباء، والمياه، بالإضافة إلى نقص حاد في الكوادر الطبية.
وضع إنساني ينذر بالخطر
يرى مراقبون أن تفشي الكوليرا في الخرطوم يعكس الانهيار شبه الكامل لمنظومة الصحة العامة، وسط غياب التنسيق الفعّال بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية، وتراجع الاستجابة الإنسانية نتيجة تصاعد الأعمال العسكرية.