كشف مسؤول بمكتب المفقودين في غرفة طوارئ شرق النيل عن تسجيل 199 حالة فقدان في المنطقة منذ بداية الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي اندلعت في 15 أبريل 2023. وتُعد هذه الإحصائية مؤشراً مقلقاً على عمق الأزمة الإنسانية التي خلفها الصراع المستمر في السودان.
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته لدواعٍ أمنية، أن الفترة بين مايو وديسمبر 2023 شهدت تسجيل 128 حالة فقدان، عاد منهم 43 شخصًا فقط، بينهم 4 نساء. ولفت إلى أن 5 نساء لا يزلن في عداد المفقودين، دون أي معلومات مؤكدة عن مصيرهن.
أرقام متباينة في السنوات التالية:
- في عام 2024، تم تسجيل 44 حالة، عاد منهم 9 أشخاص، بينما تأكدت وفاة حالتين، إحداهما داخل معتقلات الدعم السريع، حيث تم دفنه في مقر ما كان يُعرف بـ”مكافحة الظواهر السالبة” بمحلية شرق النيل.
- أما في عام 2025، وحتى مغادرة قوات الدعم السريع من المنطقة في مارس، تم تسجيل 27 مفقودًا، جميعهم من الرجال، ولم يعد منهم سوى شخص واحد فقط.
وأشار المسؤول إلى أن هناك بلاغات أخرى لم يُبت فيها بسبب انقطاع شبكة الاتصالات والإنترنت في أوقات متفرقة، ما جعل التحقيق فيها معلقًا حتى توفر وسائل الاتصال مجددًا.
جهود مستمرة للعثور على المفقودين:
تواصل غرف طوارئ شرق النيل وفرق المتطوعين توثيق الحالات ونشر بيانات المفقودين عبر الوسائط المتاحة، إضافة إلى توفير أرقام تواصل للأسر، في مسعى حثيث لتسهيل عمليات البحث ولمّ شمل العائلات.
ودعا المسؤول الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم الفني واللوجستي لتوثيق الحالات ومعالجة تبعاتها، مشيرًا إلى أن ملف المفقودين لا يزال مفتوحًا، ويعكس جانبًا مظلمًا من الكارثة الإنسانية التي تعصف بولاية الخرطوم.