ارتفعت حصيلة الوفيات في مستشفى النو بمنطقة أم درمان، اليوم الإثنين، إلى 1700 حالة وفاة جراء تفشي مرض غامض يُشتبه بأنه الكوليرا، بينما تم تسجيل 2789 حالة إصابة مؤكدة من أصل 3450 حالة اشتباه، بحسب بيان رسمي صادر عن إدارة مكافحة الأمراض والوقاية بالمستشفى.
ويمثل هذا الرقم أعلى حصيلة وفيات معلنة حتى الآن في السودان منذ بدء تفشي الوباء، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي ونقص حاد في الأدوية ومياه الشرب النقية والبنية التحتية الصحية.
اتهامات باستخدام أسلحة كيميائية
وأشارت مصادر طبية وأمنية محلية إلى احتمال وجود صلة بين هذا التفشي غير المسبوق والأعراض غير المألوفة الظاهرة على المرضى، مرجحةً أن يكون السبب استخدام أسلحة كيميائية خلال المعارك التي دارت مؤخراً في منطقة الصالحة غرب أم درمان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع قد أصدرت بياناً قبل أيام اتهمت فيه الجيش باستخدام أسلحة محرّمة دولياً، بما في ذلك أسلحة كيميائية، في مناطق واسعة من دارفور والخرطوم، مشيرة إلى وجود مخازن أسلحة كيميائية في كلية التربية بأم درمان ومواقع أخرى.
عجز المستشفى وتفاقم الأوضاع
وبحسب مصادر طبية في مستشفى النو، فإن الطواقم الطبية تعمل في ظروف بالغة السوء وسط نقص حاد في:
- المحاليل الوريدية والمضادات الحيوية.
- وحدات العناية المركزة.
- معدات الحماية الشخصية للكوادر الطبية.
كما تم توثيق حالات إصابة بين الطاقم الطبي نفسه، مما يهدد بتوقف الخدمات نهائياً في حال استمر هذا المعدل من العدوى.
مطالب بالتدخل الدولي
تزايدت الدعوات إلى تدخل عاجل من منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود، لتقصي طبيعة المرض والتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية، مع تحذيرات من أن الأوضاع قد تتحول إلى كارثة إنسانية إقليمية في حال استمر تفشي المرض دون تدخل.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العاصمة الخرطوم ومناطق متفرقة من السودان تصاعداً غير مسبوق في الأزمات الصحية، مع انتشار الكوليرا، وحمى الضنك، وسوء التغذية، وارتفاع معدلات الإصابة بين الأطفال، بالتزامن مع انهيار المستشفيات وغياب كامل للخدمات الحكومية.