حذّرت منظمة الصحة العالمية من انهيار وشيك للنظام الصحي في السودان، وسط تفاقم أكبر أزمة نزوح في العالم نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي خلّفت أوضاعاً إنسانية كارثية داخل البلاد وعلى حدودها.
ووفقًا للمنظمة، فإن 14.5 مليون شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم داخل السودان، بينهم نحو 4 ملايين لاجئ عبروا إلى دول الجوار مثل مصر، جنوب السودان، تشاد، إثيوبيا، ليبيا، وأفريقيا الوسطى. وفي الربع الأول من العام الجاري وحده، عبر نحو 200 ألف نازح إلى جنوب السودان، ليرتفع العدد الإجمالي للاجئين والعائدين إلى أكثر من مليون شخص.
وأكدت المنظمة أن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية وعدم الوصول الإنساني الكافي يعطلان الاستجابة لتفشي الأمراض مثل الكوليرا، الحصبة، الملاريا، وسوء التغذية، محذّرة من عواقب وخيمة على ملايين المدنيين.
وأشارت التقارير إلى تسجيل ما يقرب من 60 ألف إصابة بالكوليرا داخل السودان أسفرت عن أكثر من 1640 حالة وفاة، فيما تزداد معدلات الملاريا، الإسهالات المائية الحادة، وسوء التغذية في شرق تشاد وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى، حيث يعيش عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين في ظروف صحية هشّة.
وفي مصر، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن السلطات تواصل دعم 1.5 مليون وافد سوداني جديد بالرعاية الصحية عبر برنامج مخصص، رغم التحديات الكبيرة في تمويل الخدمات.
كما حذّرت المنظمة من فجوة تمويلية متزايدة تُجبر العديد من شركائها على تقليص أو إيقاف عملياتهم، في وقتٍ تتطلب فيه الاستجابة الإنسانية مزيداً من الموارد العاجلة.
وأكدت أن غياب نظم الإنذار المبكر والمراقبة الوبائية في السودان والدول المضيفة يُعيق تتبع تفشي الأمراض المعدية واتخاذ قرارات قائمة على الأدلة، مشيرةً إلى نقص حاد في الكوادر الطبية، ومحدودية الوصول إلى المياه ومستلزمات النظافة الأساسية.
واختتمت المنظمة تحذيرها بدعوة المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإنقاذ الأرواح، وتعزيز الاستجابة الجماعية لمنع انهيار كامل في الخدمات الصحية واحتواء الأوبئة العابرة للحدود.