في ظل انهيار البنية التحتية الصحية وتراجع الخدمات الأساسية، ولاية سنار تسجيل 70 إصابة مؤكدة بالكوليرا خلال الأيام الخمسة الماضية، من بينها خمس حالات وفاة، في واحدة من أكثر موجات التفشي خطورة منذ بدء العام، وسط تحذيرات من تأثيرات انقطاع الكهرباء وندرة المياه النظيفة.
مراكز العزل: بين الاستقرار والخطر
وبحسب تصريحات ، جميعها في حالة مستقرة، فيما غادرت أكثر من 30 حالة بعد تعافيها. وسُجّلت ثلاث حالات جديدة صباح اليوم، دون تسجيل وفيات إضافية، ما يشير إلى انخفاض تدريجي في معدل الإصابات بفضل التدخلات الطبية والإجراءات الوقائية.
إغلاق الأسواق ومنع توزيع المياه العشوائية
في خطوة للحد من تفشي المرض، أعلنت حكومة ولاية سنار إغلاق سوق المدينة يوم الجمعة المقبل، ومنعت بيع أو شرب المياه من مصادر ملوثة مثل الترع والآبار السطحية. كما حظرت نشاط “الكوارو” (باعة المياه بالعربات التقليدية)، واعتبرته مهددًا مباشرًا للصحة العامة في ظل غياب الرقابة على جودة المياه الموزعة.
السبب: مياه غير صالحة وانقطاع الكهرباء
تشير التقارير المحلية إلى أن السبب الرئيسي لتفشي الكوليرا هو استهلاك مياه ملوثة، نتيجة توقف محطات المعالجة عن العمل بسبب الانقطاعات المطولة في التيار الكهربائي، ما أجبر آلاف السكان على الاعتماد على مصادر مياه بديلة وغير آمنة.
حملات نظافة واستنفار مجتمعي
في مواجهة هذا التحدي، انطلقت حملات نظافة واسعة النطاق في الأحياء والأسواق، بمشاركة طلاب كلية الطب بجامعة سنار، ومتطوعي الهلال الأحمر، ومنظمات صحية محلية. وتهدف هذه الحملات إلى تقليل احتمالات الانتقال من خلال تحسين البيئة وتكثيف التوعية حول النظافة الشخصية وسلامة مياه الشرب.
خلفية وبائية:
أدى النزاع المسلح المستمر في السودان منذ أبريل 2023 إلى انهيار كبير في منظومة الصحة العامة، ما جعل البلاد عرضة لتفشي الأمراض المعدية مثل الكوليرا والملاريا والحصبة. وتُعد ولاية سنار من أكثر الولايات تأثرًا نظرًا لموقعها الجغرافي الكثيف بالسكان، واعتمادها الكبير على شبكات مياه تقليدية.