انطلقت يوم الأربعاء امتحانات الشهادتين الابتدائية والمتوسطة في 13 محلية بولاية جنوب دارفور، بمشاركة نحو 8,000 طالب وطالبة، في وقت تغيب فيه الطلاب في 8 محليات أخرى نتيجة للظروف الأمنية واللوجستية. كما بدأت جميع محليات ولاية شرق دارفور التسع إجراء الامتحانات نفسها خلال الفترة الماضية، وسط استعدادات أمنية ومدنية واسعة.
وشهدت انطلاقة الامتحانات حضور لجنة محلية تضم ممثلين عن الإدارة المدنية، واستشارية قوات الدعم السريع لشؤون التعليم وشؤون المرأة، ومديري الإدارات العامة، إضافة إلى ممثلين من الشرطة والجيش، ما يعكس حرص الجهات المحلية على ضمان سير العملية التعليمية رغم التحديات.
تحالف السودان التأسيسي: صمود مجتمعي في وجه سياسات الإقصاء
وفي تعليق على سير الامتحانات، أصدر تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) بيانًا، اعتبر فيه تنظيم الامتحانات “دليلًا على تمسك السودانيين بحقهم في التعليم، رغم الحرب وسياسات الإقصاء التي قال إنها فُرضت من قبل سلطات الأمر الواقع في بورتسودان”.
وقال التحالف: “رغم قسوة الظروف الاستثنائية التي فرضتها سلطة الانقلاب العسكري بسياساتها العنصرية، وحرمانها للآلاف من طلاب ولايات كردفان ودارفور، ورغم ما واجهته العملية التعليمية في مناطق أخرى، إلا أن إرادة الحياة لدى السودانيين أثبتت تفوقها على آلة الحرب”.
وأضاف البيان أن “استمرار العملية التعليمية في ولايات دارفور هو انتصار حقيقي على مشروع الاستبداد، وتأكيد على أولوية التعليم في السودان الجديد الذي يسعى إليه السودانيون”.
دعوات لجعل التعليم أولوية وطنية
أكد البيان أن تحالف “تأسيس” يعتبر التعليم “أداة مركزية في معركة التغيير وبناء المستقبل”، متعهدًا بجعل التعليم في صدارة أولويات الحكومة المدنية التأسيسية المستقبلية، ضمن مشروع شامل لإنهاء سياسات “القهر والفصل العنصري”، بحسب ما ورد في البيان.
ويأتي هذا التطور وسط تحديات إنسانية وأمنية متصاعدة في ولايات دارفور وكردفان، حيث لا تزال الحرب بين الجيش والدعم السريع تلقي بظلالها الثقيلة على الواقع المعيشي والخدمات الأساسية، وعلى رأسها التعليم