كشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل اتفاقات عسكرية وأمنية جرت مؤخرًا بين قوات بورتسودان وإيران، تمت بوساطة قيادات بارزة في الحركة الإسلامية السودانية، وشملت صفقات تسليح، إنشاء منشآت عسكرية استراتيجية، وتعاونًا استخباراتيًا في البحر الأحمر.
إيران تعود إلى البحر الأحمر عبر بوابة السودان
ووفقًا لمصادر قريبة من دوائر الحكم في بورتسودان، تسعى طهران إلى تعزيز حضورها الاستراتيجي في البحر الأحمر، بعد سنوات من الانقطاع في العلاقات مع الخرطوم منذ 2016، مستفيدة من تقارب تدريجي رعته شخصيات محسوبة على النظام السابق.
وشملت الصفقات طائرات مسيّرة من طراز “شاهد-129” و”مهاجر-6”، قنابل جوية، وذخائر متنوعة، حيث تم نقل بعض هذه الأسلحة إلى مواقع عسكرية في نهر النيل وشرق السودان، بإشراف وحدات فنية إيرانية لا تزال تنشط ميدانيًا.
ضباط سودانيون يتدربون في إيران
وذكرت المصادر أن ثلاث دفعات من الضباط السودانيين، بينهم عناصر من كتائب البراء بن مالك، أُوفدوا إلى إيران في وقت سابق لتلقي تدريب متقدم على تشغيل الطائرات المسيّرة، في خطوة قالت المصادر إنها ساعدت قوات بورتسودان على استعادة السيطرة على مناطق بولاية الجزيرة.
خسارة “اليرموك” دفعت للتوجه شرقًا
وتأتي هذه التحركات في أعقاب خسارة الجيش السوداني لمصنع اليرموك للأسلحة جنوب الخرطوم، الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع، مما دفع قيادة الجيش للبحث عن بدائل استراتيجية لتعويض الترسانة المفقودة من خلال التعاون مع إيران وتركيا.
كما كشفت التقارير أن دولة عربية لم تُسمّها المصادر، قدمت تمويلًا مباشرًا لدعم صفقات التسليح التي عقدتها قوات بورتسودان مع طهران وأنقرة.
منشأة رادار إيرانية جديدة على ساحل البحر الأحمر
ضمن الاتفاق العسكري، أنشأت إيران منشأة رادار جديدة قرب ساحل البحر الأحمر في محيط مدينة بورتسودان، تهدف إلى رصد التحركات الجوية والبحرية في المنطقة وحماية المواقع العسكرية السودانية، بحسب مصادر استخباراتية.
زيارات رسمية لتعزيز التعاون
وأكدت التقارير أن وزير الخارجية السوداني السابق زار طهران على رأس وفد عسكري رفيع، لمناقشة ترتيبات الدعم العسكري، وتنسيق التعاون الاستخباراتي واللوجستي.
صفقات تركية موازية لتسليح الجيش
إلى جانب التعاون مع إيران، أبرمت قيادات عسكرية سودانية صفقات منفصلة مع تركيا، شملت شراء طائرات مسيرة “بيرقدار”، بدعم شخصيات إسلامية سودانية مقيمة في أنقرة.
ترقب دولي وتحذيرات من عسكرة البحر الأحمر
تأتي هذه التحركات في ظل تزايد القلق الدولي من عسكرة البحر الأحمر، وتحول السودان إلى ساحة تنافس إقليمي بين قوى إقليمية ودولية، لا سيما مع تنامي النفوذ الإيراني والتركي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السودانية في بورتسودان.
وتُعد هذه التطورات جزءًا من مشهد إقليمي متشابك، مع تراجع الدور الغربي في السودان، وتصاعد دور المحاور الجديدة في إعادة تشكيل التوازنات العسكرية والسياسية في القرن الإفريقي.