تشهد مدينة أم درمان، غرب العاصمة السودانية، تفشيًا غير مسبوق لوباء الكوليرا، وسط تدهور كارثي في الخدمات الصحية، وإغلاق مراكز العزل، وانعدام الأدوية. ووفقًا لوزارة الصحة الاتحادية، فقد تجاوزت الإصابات اليومية ألف حالة، مع معدل وفيات يتراوح بين 2% و3%.
ونقلت مصادر طبية أن مستشفى النو الحكومي أغلق مركز العزل التابع له الأربعاء الماضي، بعد تفشي الوباء في محيط المستشفى، مما أدى إلى تحويل المرضى إلى عدة مستشفيات أخرى في العاصمة، من بينها “أمبدة النموذجي، التركي، والأمين حامد”.
وبحسب تقارير ميدانية، ارتفعت حالات الإصابة في ولاية الخرطوم إلى أكثر من 8 آلاف حالة، بينها 200 وفاة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط، فيما أعلنت منظمة اليونيسف أن معدل الإصابة اليومي قفز من 90 إلى 815 حالة بين 15 و25 مايو.
وحمّلت قوى إعلان الحرية والتغيير (تقدّم) أطراف الحرب مسؤولية التدهور الصحي، داعية إلى إعلان الخرطوم “منطقة كوارث صحية”، وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتدخل عاجل لاحتواء الوباء.
وفي تصريحات خاصة، أكد وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم أن الوزارة استلمت 2.9 مليون جرعة لقاح كوليرا، وافتتحت أكثر من 10 مراكز عزل بطاقة 800 سرير، مشيرًا إلى أن معظم الوفيات تحدث قبل تلقي المرضى للعلاج نتيجة لغياب الإرواء الفوري.
وبحسب شهادات مواطنين، مثل نور الدين، الذي فقد السيطرة على وضع عائلته بعد إصابتهم بالكوليرا، يضطر المرضى إلى شراء المحاليل الوريدية من السوق الموازي بأسعار باهظة، وسط غياب أي دعم طبي رسمي.
يُشار إلى أن موجة الكوليرا الحالية تفشّت بعد اعتماد السكان على مصادر مياه غير آمنة، عقب انقطاع الكهرباء عن محطات المياه بسبب قصف نفذته قوات الدعم السريع بطائرات مسيّرة على البنية التحتية.