قُتل ما لا يقل عن 50 مدنيًا اليوم الأحد، إثر قصف نفذته طائرات مسيّرة تابعة للجيش السوداني على سوق الكومة الكبير بمحلية الكومة، التابعة لولاية شمال دارفور، بحسب ما أفاد شهود عيان ومراسلون ميدانيون في المنطقة.
وقال الصحفي المحلي صالح حريرين في اتصال هاتفي مع “إدراك”، إن القصف وقع خلال يوم السوق الأسبوعي، حيث توافد المئات من سكان المنطقة لشراء وبيع السلع، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وسط المدنيين، في حصيلة مرشحة للارتفاع.
وأكد شهود في المنطقة أن القصف الجوي تواصل حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وسط حالة من الهلع والذعر بين السكان، وانعدام شبه كامل للخدمات الطبية أو فرق الإنقاذ.
شكوك حول تعمد استهداف المدنيين
وأثار توقيت القصف ومكانه – وسط السوق الأسبوعي – تساؤلات حول دوافع العملية العسكرية، حيث ألقى مراقبون بظلال من الشك حول تعمد الجيش قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، في تصعيد خطير لنمط استهداف المناطق المأهولة.
يأتي هذا الهجوم بعد أسابيع من تصاعد التحذيرات الأممية بشأن تدهور الوضع الإنساني في دارفور، التي تشهد معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين جراء القصف الجوي العشوائي.
مطالبات بتحقيق دولي
من جانبه، دعا ناشطون ومنظمات حقوقية إلى تحقيق دولي عاجل في الهجوم على سوق الكومة، باعتباره قد يرقى إلى جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، بسبب استهدافه سوقًا شعبيًا مكتظًا بالمدنيين، دون وجود أهداف عسكرية ظاهرة.
ويُعد هذا الهجوم من بين أكبر المجازر المدنية المرتكبة باستخدام الطائرات المسيّرة منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، ما يثير مخاوف من استخدام هذا النوع من السلاح بشكل متزايد ضد أهداف غير عسكرية في مناطق النزاع.