اتهم تحالف السودان التأسيسي الجيش السوداني باستخدام أسلحة محرّمة دوليًا، مما ساهم – حسب قوله – في تفشي الأمراض والأوبئة في عدد من ولايات السودان، محذرًا من كارثة صحية متصاعدة في ظل تدهور القطاع الطبي وغياب الدولة.
جاء ذلك في بيان صادر عن التحالف بالتزامن مع مؤتمر صحفي عقدته اللجنة العليا لمكافحة الوباء بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، حيث أعلنت اللجنة عن تسجيل 65 إصابة جديدة بوباء الكوليرا خلال الأيام الخمسة الماضية، إلى جانب 4 حالات وفاة، وتعافي 49 حالة.
اتهامات صريحة باستخدام أسلحة محرّمة
وقال التحالف في بيانه:
“إن انتشار الأوبئة والأمراض المختلفة، سواء المعروفة منها والناتجة عن الإصابة بالميكروبات، أو ما نتج بفعل الآثار السلبية لاستخدام الأسلحة المحرّمة، هو نتيجة لإصرار جيش الإسلاميين وكتائبه على استمرار هذه الحرب، وتغليب مصالحهم على حق الشعوب السودانية في الحياة”.
ويعد هذا أول بيان سياسي بارز يربط بشكل مباشر بين الوضع الصحي المتدهور وبين ما وصفه بـ”الآثار البيولوجية أو الكيميائية” للأسلحة التي استخدمها الجيش في عدد من جبهات القتال، لا سيما في الخرطوم وكردفان.
نداءات للمواطنين والمنظمات الدولية
ودعا تحالف تأسيس جميع المواطنين في ولايات السودان إلى الالتزام بالتعليمات الصحية الصادرة عن الفرق الطبية العاملة، مثمنًا “تضحيات الكوادر الطبية التي تعمل في ظروف قاسية”، كما طالب المنظمات الصحية الإقليمية والدولية بالتدخل العاجل والمساهمة في احتواء الكارثة الصحية.
وأكد البيان استعداد أجهزة التحالف الصحية للعمل مع أي جهة في سبيل إنقاذ الأرواح ومواجهة التدهور الصحي المتسارع.
خلفية الأزمة
يأتي هذا التصعيد في الخطاب السياسي عقب تقارير أممية تحدثت عن تفشي الكوليرا في الخرطوم، وأمراض “غامضة” في أم درمان، وارتفاع معدلات سوء التغذية في مناطق النزاع. فيما تواجه البلاد انهيارًا شبه كامل في النظام الصحي، بخروج أكثر من 70% من المستشفيات عن الخدمة، وانقطاع الإمدادات الدوائية والمياه النظيفة.
كما تزامن الاتهام مع تقارير إعلامية تتحدث عن استخدام أسلحة كيميائية في بعض المناطق، وظهور أعراض مرضية غير نمطية على مدنيين في الخرطوم وأم درمان، تشمل اضطرابات تنفسية وجلدية وهضمية.