في حادثة مروعة هزّت الوسط الطبي، تعرض عدد من الأطباء والعاملين بمستشفى حوادث العظام في مدينة ود مدني لاعتداء عنيف من قبل مجموعة مسلحة مكوّنة من 15 شخصاً، بينهم 10 يرتدون زياً مدنياً ويحملون أسلحة نارية، وذلك في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
ووفقاً لشهادات من داخل المستشفى، فقد اعتدت المجموعة بالضرب المبرح والتهديد بالسلاح على كل من الدكتور محمد محمود، والدكتور حازم، والممرضة لبنى، والعامل نجيب حامد، أثناء محاولتهم تقديم الإسعافات لمريض أُحضر إلى قسم الطوارئ بعد إصابته بطعنة سكين مباشرة في القلب.
وأفاد شهود عيان أن المريض وصل وهو في حالة سُكر شديدة، وتوفي بعد قرابة عشر دقائق من محاولات إنعاشه، ليفقد الأطباء السيطرة على الموقف أمام الفوضى التي أحدثها المرافقون، الذين شرعوا في توجيه الإساءات اللفظية والتهديدات والاعتداء الجسدي، دون مراعاة لحرمة المستشفى أو لحالة المرضى الآخرين.
الحادثة أثارت موجة غضب واسعة في الأوساط الطبية، حيث طالب أطباء من داخل مستشفى ود مدني بتوفير الحماية الفورية للطواقم الصحية، ومحاسبة الجناة، خاصة في ظل ما وصفوه بـ”الانفلات الأمني المتصاعد” في المؤسسات الطبية.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يعاني فيه النظام الصحي في السودان من انهيار شبه كامل جراء الحرب المستمرة، وسط ضغوط كبيرة يتعرض لها العاملون في القطاع الصحي، دون أي ضمانات أو حماية حقيقية.