أثارت حادثتان منفصلتان في مناطق مختلفة من السودان ردود فعل واسعة بسبب ما وصفته جهات حقوقية وطبية بـ”الانتهاكات المتكررة” ضد المحامين والكوادر الطبية في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة.
اعتقال المحامية دارالسلام عبد الله في أمبدة
أعلنت اللجنة التسييرية للمحامين في أمبدة عن اعتقال المحامية دارالسلام عبد الله من منزلها في الحارة 16 قبيل عيد الأضحى المبارك، ما أثار قلقًا بشأن استمرار ما يُعرف بالاعتقالات التحفظية التي تتم دون تقديم بلاغات أو إحالة المعتقلين إلى المحاكم.
وقالت اللجنة في بيان لها اطلع عليه “راديو دبنقا” إن المحامية دارالسلام كانت مقيمة في منزلها مع أسرتها خلال فترة الحرب، حيث كانت تعتني بوالدها المريض، مضيفة أن محاولة المحامية إقناع والدها بالانتقال إلى مناطق الثورة باءت بالفشل، مما اضطرها للبقاء معه.
وجددت اللجنة رفضها لهذه الاعتقالات، مطالبة الجهات العدلية بـ”احترام سيادة القانون وإيقاف الإجراءات التعسفية”، ودعت إلى التدخل الفوري لإطلاق سراح المحامية.
اعتداء على أطباء بمستشفى العظام في ود مدني
في حادث منفصل، أدانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان اعتداءً وقع يوم الجمعة الماضي على الدكتور محمد محمود والفريق الطبي بمستشفى العظام بمدينة ود مدني.
وأوضحت اللجنة أن الحادثة نتجت عن اعتداء من مرافقي مريض توفي إثر إصابته بطعنة في الصدر أثناء محاولة الطاقم الطبي إسعافه، مما يعكس تفاقم مظاهر العنف داخل المؤسسات الصحية.
ووصفت اللجنة تكرار مثل هذه الاعتداءات بـ”الخطير”، مشيرة إلى غياب الأمن والحماية عن الكوادر الطبية، وانتشار حالة الإفلات من العقاب التي تشجع على استمرار الانتهاكات.
مطالبات بحماية الكوادر ومحاسبة المعتدين
طالبت اللجنة السلطات المختصة بـ”توفير الحماية اللازمة للأطباء والعاملين الصحيين أثناء أداء واجبهم”، وضرورة “ملاحقة المعتدين وتقديمهم للعدالة بشكل عاجل”.
وأكدت اللجنة أن استمرار الاعتداءات سيؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية ويعرض حياة المرضى للخطر، محذرة من أن تدهور الأوضاع الأمنية في المستشفيات يعكس هشاشة الوضع الأمني العام في البلاد.
هذه الحوادث تأتي في ظل بيئة أمنية متقلبة، حيث يعاني السودان من تصاعد العنف وانعدام الاستقرار، مما يجعل حماية الحقوق والحريات الأساسية، بما فيها حق المحامين والكوادر الطبية، ضرورة ملحة لضمان استمرار العمل المهني وضمان سلامة المدنيين.