أعلنت مصادر ميدانية عن سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة المثلث الاستراتيجية الواقعة عند التقاء الحدود بين السودان ومصر وليبيا، في تطور لافت يُعد الأهم عسكريًا في أقصى شمال غرب السودان منذ اندلاع الحرب في البلاد.
وتُعتبر منطقة المثلث – المعروفة أيضًا باسم مثلث العوينات – ذات أهمية جيوسياسية بالغة، إذ تمثل نقطة اتصال حساسة بين ثلاث دول، وتُستخدم تقليديًا كممر حيوي لحركة السلع والمركبات، وكذلك لطرق التهريب والهجرة غير النظامية، إلى جانب أهميتها العسكرية والتجارية.
تقدم استراتيجي للدعم السريع
وأكدت مصادر محلية وشهود عيان أن وحدات من الدعم السريع مدعومة بآليات ثقيلة وراجمات صواريخ دخلت المنطقة خلال اليومين الماضيين، دون مقاومة تُذكر من الجيش السوداني أو القوات المحلية، في ظل انسحاب تدريجي لوحدات كانت متمركزة في الموقع.
وتأتي هذه الخطوة في سياق توسع قوات الدعم السريع في غرب وشمال دارفور، وفي وقت تُبدي فيه القوات تقدمًا نحو تأمين مسارات الإمداد والتهريب التي تمثل شريانًا اقتصاديًا وعسكريًا مهمًا.
تداعيات محتملة على الأمن الإقليمي
ويرى مراقبون أن سيطرة الدعم السريع على هذا الممر الحدودي الحساس ستثير قلقًا إقليميًا واسعًا، لا سيما في مصر وليبيا، نظرًا لاستخدام المثلث سابقًا كممر لعبور مقاتلين وأسلحة وشحنات تهريب.
وحذر خبير الشؤون الحدودية والتهريب، د. مصطفى الطيب، في حديث لـ”سودان تربيون”، من أن “وجود جماعة مسلحة غير نظامية على تماس مباشر مع حدود ثلاث دول يُنذر بتحول المنطقة إلى بؤرة إقليمية غير مستقرة، وقد يدفع القاهرة وطرابلس لإعادة النظر في ترتيباتهما الأمنية على الحدود”.
صمت رسمي وتحركات استخباراتية
حتى لحظة كتابة الخبر، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش السوداني أو الحكومة المصرية أو السلطات الليبية بشأن التطور، في وقت تتحدث فيه تقارير عن تحركات استخباراتية مكثفة لرصد الوضع على الأرض.
وتُعد هذه السيطرة مؤشرًا واضحًا على تغير ميزان القوى في غرب السودان، وتمكّن الدعم السريع من توسيع نطاق نفوذه في عمق المناطق الصحراوية النائية التي طالما شكلت فجوات أمنية يصعب ضبطها.