حذر برنامج الأغذية العالمي، اليوم الثلاثاء، من أن عدة مناطق في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم تواجه خطر المجاعة، بسبب اتساع الفجوة بين حجم الاحتياجات الغذائية والموارد المتاحة، في ظل نقص التمويل الحاد.
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، لوران بوكيرا، في مؤتمر صحفي من بورتسودان بثته الأمم المتحدة في جنيف، إن “مستوى الجوع والعوز واليأس شديد ويؤكد خطر المجاعة في تلك المناطق”، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لتوفير التمويل الضروري.
وأوضح بوكيرا أن المجتمعات السودانية الواقعة على خطوط القتال بين الجيش والدعم السريع “وصلت إلى نقطة الانهيار” ولم تعد قادرة على استيعاب الأسر النازحة، مشيرًا إلى أن الوضع في العاصمة بات أشبه بـ”مدينة أشباح” في ظل دمار الأحياء وغياب الخدمات.
ويواجه البرنامج عجزًا ماليًا يُقدر بنحو 500 مليون دولار، مما اضطره إلى تقليص حجم الإمدادات الغذائية وسحب مواد أساسية مثل الحبوب والزيت والبقوليات من سلة الغذاء في ولايات الخرطوم والنيل الأزرق وسنار والجزيرة.
كما أشار بوكيرا إلى أن المكملات الغذائية المنقذة للحياة للأطفال والأمهات أصبحت “خارج نطاق التوفر” بسبب ضعف التمويل، رغم توسّع البرنامج ليصل إلى أربعة ملايين شخص شهريًا، مقارنة بمليون في بداية عام 2024.
وأكد بوكيرا على ضرورة احترام أمن وسلامة العاملين في المجال الإنساني، مشيرًا إلى أن القتال المستمر منذ عامين أدى إلى دمار البنية التحتية وانتشار الأمراض، بما في ذلك وباء الكوليرا وتعفن الجثث في نهر النيل في أم درمان.
واختتم بوكيرا بالقول: “نحتاج إلى تحرك عاجل، ليس فقط لوقف المجاعة، بل أيضًا لاستعادة الخدمات الأساسية، ودعم المجتمعات المحلية، والاستثمار في تعافي السودان على المدى البعيد.”