نقل الجيش السوداني عددًا من طائراته الحربية إلى إريتريا في خطوة احترازية، عقب تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة على مدينة بورتسودان منذ مطلع مايو، ما أثار مخاوف من تصعيد عسكري أوسع في الإقليم المضطرب.
وذكرت مصادر أمنية، بحسب تقارير صحفية، أن نقل الأصول العسكرية السودانية إلى أراضٍ إريترية يهدف إلى حمايتها من الضربات الجوية التي طالت أهدافًا مدنية وعسكرية داخل بورتسودان، في وقت يتزايد فيه التوتر الإقليمي بفعل تقاطعات المصالح والسياسات في القرن الأفريقي.
وتزامن ذلك مع زيارة وفد استخباراتي إثيوبي رفيع بقيادة رضوان حسين وقيادي سابق من تيغراي جيتاشيو رضا إلى بورتسودان، ما عكس قلقًا إثيوبيًا متزايدًا من التقارب العسكري والسياسي بين الخرطوم وأسمرة، خصوصًا مع دعم إريتريا للسودان بنشر سفن حربية واستضافة مقاتلات سودانية في قواعدها، إلى جانب تدريب مقاتلين من الحركات الدارفورية للمشاركة في معارك كردفان ودارفور.
من جهة أخرى، دخلت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا أسبوعها الثاني من التوتر العلني، في ظل مطالبة أديس أبابا بـ”حق الوصول إلى البحر الأحمر”، وتحديدًا ميناء عصب الإريتري، الأمر الذي ترفضه أسمرة وتعتبره مساسًا بسيادتها.
في موازاة ذلك، تسعى إثيوبيا للوساطة بين السودان والإمارات، في محاولة لإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية، بعدما شابت العلاقات بين الخرطوم وأبوظبي توترات بسبب اتهامات الأخيرة بدعم قوات الدعم السريع.
وفي ظل تعقيد المشهد، حذرت مصادر دبلوماسية سودانية من أن التنافس المتصاعد قد يعيد تشكيل التحالفات الجيوسياسية في الإقليم، رغم استبعاد المواجهة المباشرة حاليًا بين إثيوبيا وإريتريا.
وتترقب الأوساط السياسية والعسكرية تطورات الأوضاع، وسط دعوات دولية لاحتواء التصعيد وتعزيز المسارات الدبلوماسية لتفادي انفجار الأوضاع في المنطقة الحيوية.