تتزايد حوادث إطلاق الأعيرة النارية العشوائية في مناطق متفرقة من السودان، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بينهم أطفال ونساء، خلال الأسابيع الأخيرة، وسط دعوات متصاعدة لاتخاذ إجراءات رادعة للحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد حياة المواطنين.
قتلى وجرحى في الأعياد والمناسبات
وسجلت مدينة الأبيض، ثاني أيام عيد الأضحى، حادثة مأساوية بوفاة طفل إثر إصابته برصاصة طائشة، في وقت استقبل فيه مستشفى الطوارئ بالمدينة خمس حالات إصابة أخرى نتيجة إطلاق نار عشوائي خلال الاحتفالات.
وفي مدينة الفاشر شمال دارفور، توفيت فتاة صغيرة متأثرة برصاصة طائشة، بينما سادت أجواء الحزن والاحتجاج في الأحياء السكنية.
كما أكدت تقارير محلية وفاة شخص في منطقة الدبة بالولاية الشمالية، تزامنًا مع تسجيل حوادث مماثلة في ولايتي نهر النيل والجزيرة، حيث سقطت رصاصة حية داخل أحد المنازل في أم القرى، دون أن تسفر عن إصابات.
حادث مأساوي في سنار يثير الغضب
وفي حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، لقيت طالبة ثانوية مصرعها بمدينة سنار أثناء توجهها إلى الامتحان، بعد إطلاق جنود نظاميين النار على سيارة مدنية، ما أدى إلى إطلاق نار عشوائي أسفر عن إصابات قاتلة.
ورغم تعهد الشرطة السودانية بمحاسبة الجناة، لا تزال نتائج التحقيقات غائبة عن الرأي العام، ما فاقم من فقدان الثقة في فعالية الإجراءات الرسمية.
دعوات شعبية لتغليظ العقوبات وردع الظاهرة
وأطلق نشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بـتشديد العقوبات القانونية على مطلقي الأعيرة الطائشة، وتفعيل قوانين حمل السلاح، خاصة في ظل تفشي السلاح في أيدي المدنيين والعسكريين على حد سواء.
وأكد ناشطون أن الاستخدام العشوائي للسلاح في المناسبات والأفراح تجاوز مجرد مخالفة قانونية، وأصبح تهديدًا مباشرًا للأمن المجتمعي، مطالبين بـ”إجراءات حاسمة تتجاوز الخطابات التحذيرية”.
مطالب بحملات توعية ومساءلة نظامية
كما شددت أصوات شعبية على ضرورة إطلاق حملات توعوية في المدارس ووسائل الإعلام ومنابر المساجد، تشرح مخاطر هذه الممارسات، إلى جانب إلزام الجهات النظامية بضبط عناصرها، ومنع إطلاق النار خارج المهام الرسمية.
ترقّب لموقف الحكومة
في ظل استمرار تسجيل ضحايا جدد أسبوعيًا، يترقب السودانيون تحرّكًا رسميًا جادًا، وسط مخاوف من أن تتحول هذه الظاهرة إلى عنف مزمن لا يمكن احتواؤه، ما لم يُواجه بحسم أمني وتشريعي حقيقي.