شهدت مدينة وادي حلفا، شمال السودان، يوم الثلاثاء، عودة الاحتجاجات الشعبية بعد إعادة تطبيق برمجة قطوعات الكهرباء، في خطوة مفاجئة أثارت غضب المواطنين، ودفعت السلطات إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين أمام المحطة التحويلية للكهرباء بالمدينة.
محطة الكهرباء والقنصلية المصرية في قلب التوتر
وتركزت الاحتجاجات في محيط محطة توزيع الكهرباء الرئيسية، الواقعة بالقرب من القنصلية المصرية في وادي حلفا، حيث تجمّع عشرات الشباب الغاضبين، اعتراضًا على ما وصفوه بـ”نكوص” عن الوعود الرسمية بإلغاء القطوعات، التي تم الإعلان عنها مؤخرًا.
وذكرت منصة “حلفا الآن” أن القرارات المتعلقة بإعادة القطوعات جاءت دون إشعار مسبق، ورافقها، بحسب بعض المحتجين، أسلوب استفزازي من مدير الكهرباء المحلي، ما ساهم في تأجيج مشاعر السخط، وإعادة تأطير الحراك الاحتجاجي الذي خمد مؤقتًا خلال الأسابيع الماضية.
أزمة خدمات تحت مجهر الغضب الشعبي
وتعكس الاحتجاجات في وادي حلفا تصاعد حالة الاحتقان الشعبي جراء تردي الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، في ظل التدهور الاقتصادي الحاد الذي تعيشه البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وغياب حكومة مركزية قادرة على الاستجابة الفعالة لمطالب المواطنين، خاصة في المناطق الطرفية.
ويخشى مراقبون من امتداد رقعة الاحتجاجات إلى مناطق أخرى، خاصة أن حلفا تمثّل شريانًا حيويًا في شمال السودان، وتعد من أكثر المدن تأثرًا بانقطاع التيار الكهربائي خلال فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل قاسٍ، ما يزيد من الضغط على السكان.
ترقّب واستياء متزايد
وبينما لم تصدر بعد توضيحات رسمية من الجهات المعنية، تتزايد المطالبات الشعبية بإقالة المسؤولين المحليين عن ملف الكهرباء في وادي حلفا، وفتح تحقيق في ملابسات ما اعتبروه إخلالًا متكررًا بالوعود الحكومية، في وقت يشهد فيه السودان انهيارًا شبه كامل في البنية التحتية للطاقة والخدمات.