أفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل ثلاثة عناصر سودانيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مقرًا يتبع لـ”الحرس الثوري الإيراني” في العاصمة طهران، في تصعيد جديد ضمن الحرب الخفية بين إيران وإسرائيل.
ورجّحت مصادر مطّلعة تحدثت لموقع “إدراك”، أن الضحايا ينتمون إلى كتيبة “البراء بن مالك”، الجناح العسكري غير الرسمي للحركة الإسلامية السودانية، والتي تُقاتل حاليًا إلى جانب الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع.
وأشارت المصادر إلى أن المجموعة كانت قد أُرسلت إلى طهران في يناير الماضي لتلقي تدريبات عسكرية واستخبارية، ضمن اتفاقات غير معلنة بين الإسلاميين السودانيين والحرس الثوري الإيراني.
رد فعل إسلامي سوداني: علي كرتي يهاجم إسرائيل
من جانبه، ندد علي أحمد كرتي، الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية، بالغارة، واصفًا إياها بأنها “اعتداء آثم يستهدف مقدرات الأمة الإسلامية”.
وقال كرتي إن “إسرائيل غرست أنيابها في السودان، بعد أن خربت العراق وسوريا واليمن وغزة”، معتبرًا الهجوم على طهران جزءًا من استراتيجية إقليمية إسرائيلية لإخضاع القوى المقاومة وإعادة تشكيل المنطقة تحت الهيمنة الغربية.
دلالات إقليمية
يأتي هذا التطور في وقت يتصاعد فيه التنسيق بين الحركة الإسلامية في السودان وطهران، بعد سنوات من الفتور، وسط اتهامات لقادة الإسلاميين بمحاولة جرّ السودان إلى محور المقاومة تحت غطاء الحرب الأهلية الدائرة منذ أبريل 2023.
وقد يُشكل مقتل هؤلاء العناصر دليلاً ملموسًا على الوجود الميداني لعناصر سودانية داخل إيران، وهو ما يفتح الباب أمام مخاطر إقليمية قد تضع السودان في مرمى صراعات لا طائل له بها.