وجّهت أكثر من مئة شخصية سودانية مدنية وديمقراطية مذكرة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طالبت فيها بإقالة المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة وتعيين بديل “كفء وحيادي”، متهمةً إياه بالفشل في أداء مهامه وتغييبه عن المشهدين السياسي والإنساني في البلاد.
وشدد الموقعون، وهم أكاديميون ودبلوماسيون وحقوقيون وصحفيون وممثلون عن منظمات مجتمع مدني، على أن لعمامرة “فقد ثقة قطاعات واسعة من السودانيين”، واتهموه بالتحيّز لطرف في النزاع—في إشارة إلى القوات المسلحة السودانية—وبإضعاف التنسيق الإقليمي والدولي حول الأزمة المتفاقمة في البلاد.
وأشار البيان إلى أن المبعوث الأممي لم يكن حاضرًا في المحطات الحرجة التي شهدتها مناطق النزاع، ولم ينجح في إطلاق أو دعم عملية سياسية ذات جدوى، متهمًا إياه بـ”عجز واضح عن التفاعل مع المجتمع المدني أو دعم الحلول السلمية”، مما قوض فاعلية الأمم المتحدة في السودان.
وقالت المذكرة إن استمرار لعمامرة في موقعه “يعمّق الانقسام ويعيق أي فرصة جدية لتدخل أممي فاعل”، داعية إلى تعيين شخصية تتصف بـ”الحنكة السياسية والحياد والفهم العميق لتعقيدات السودان”.
من جانبه، أكد الكاتب والصحفي منعم سليمان، أحد الموقعين على المذكرة، أن الحملة “لا تستهدف شخص لعمامرة، بل تضع المسؤولية على المؤسسة الدولية التي اختارت ممثلًا لم ينجح في التواصل أو تمثيل القيم التي يفترض أن يحملها”.
ورغم غياب رد رسمي من الأمم المتحدة حتى الآن، يتوقع مراقبون أن تثير المذكرة نقاشًا داخليًا في نيويورك، خاصة مع تنامي الضغوط الشعبية والمدنية لمراجعة نهج المنظمة في التعامل مع الأزمة السودانية المستمرة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.