كل أخبار النصر والتقدم التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة (الكذوبة) -كل صباح- على صفحاتها ما هي في الواقع إلا هزيمة لواحد من بسطاء هذا الوطن الملعون الذي لا حول له ولا قوة وما هو إلا مخدر
عصب الشارع – صفاء الفحل
سنشاهد غداً
ما يقارب المائة وعشرين فصيلا مسلحا يتقاتلون على رؤوسنا يقتلون ويسرقون وينهبون هذا ما قاله آخر تقرير دولي عن الحرب العبثية في السودان كل هذه الفصائل لديها السلاح وأحابيل النصر المستحيلة والأطماع بكل تأكيد في السلطة والثروة كما أن لها ضحاياها وخسائرها التي ستطرحها يوم كوسيلة (ابتزاز) وتضعها كعمل بطولي وطني على كافة موائد المفاوضات والارضاءات التوافقية لإعادة الاستقرار وإلا فإنها ستقول السلاح ما زال في يدي هذا إن كان هناك شعاع أمل أصلا في التوافق في ظل مسرحية الميزان واللجنة الأمنية العسكرية والمستنفرين والجنجويد والجهاديين وملاقيط المشتركة وفصائل الشرق والشمال والجنوب والغرب والوسط والحقد القبلي والاثنين والمناطقي وغيرهم من عفن (سرطان) الوطن الذي ما زال يستشري ويتوسع وينتشر.
كل أخبار النصر والتقدم التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة (الكذوبة) -كل صباح- على صفحاتها ما هي في الواقع إلا هزيمة لواحد من بسطاء هذا الوطن الملعون الذي لا حول له ولا قوة وما هو إلا مخدر لهؤلاء المساكين الذين يختبئون في جحور منازلهم أو في معسكرات الموت البطيء أو المشردين حول العالم في انتظار صفارة النصر النهائي لواحد من أطراف القتال (أيا كان) لعلها تكون له الخلاص من الركض اليومي للبحث عن الأمان والغذاء والدواء وسط جنون مسيرات يطلقها هذا عشوائيا أو براميل من المتفجرات يرمي به ذاك بلا تخطيط أو رصاصة طائشة يطلقها (سكير) أثناء بحثه عن غنيمة أو جاهل يبحث عن مجد غير موجود أصلا وسط هذا الهرج.
لا نهاية ولا نصر نهائي في هذه الحرب إلا في عقول الحالمين فالكل صار يتربص بالكل وهو يضمر الغدر فلا المستنفرين سيلقون سلاحهم بعد إنتهاء المعارك ولا شتات المشتركة ولا الكتائب الاسلامية ولن تتنازل اللجنة الأمنية لأحدهم ليحكم قبضته على الحكومة ، ام الدعم السريع الذي نردد بان لا مكان له في الحكم فلن يلقي السلاح ويسلم نفسه للموت وسيعمل على صناعة دولة أخرى في غرب البلاد ليحتمي خلفها من المساءلة أما أعضاء اللجنة الأمنية فقد استعدوا للحظة الهروب منذ بداية الحرب بإرسال أسرهم خارج البلاد وسيظل الاسلاميين يواصلون (فالترق كل الدماء)
القوى المدنية (تقدم) بكل التحفظات التي نحملها عليها تظل هي المخرج الوحيد من ذاك السناريو المرعب وهي تبحث عن السبيل الأمثل لإيقاف الحرب، ولكن عليها اولاً أن تجمع شتات أمرها في قبضة واحده بلا أطماع وألا تشتت جهود كفاحها لتذوب هي أيضاً في هذا الهرج وجميعنا يعلم بأن الوطن اليوم صار في مهب الريح.
لكم تقدير العصب
شكراً أبطال الهلال فأنتم الوحيدون الذين تزرعون بعض الفرح في قلوب الصابرين على مر الحياة من الغلابة .
وثورتنا للتغيير الجذري هي الوحيد التي لن تتوقف
والقصاص أمر ثابت فالتاريخ لا يرحم
الرحمة والخلود للذين دفعوا أرواحهم من أجل الوطن الجديد.
الجريدة