تواصل قوات الجيش السوداني والميليشيات المتحالفة معه تنفيذ حملات انتهاك لحقوق المدنيين في مناطق متفرقة من السودان، حيث تُسجل حوادث قتل وتعذيب واعتقال للمدنيين تحت ذرائع التعاون مع قوات الدعم السريع.
في ولاية سنار، تعرض أحد قيادات حزب الأمة القومي البارزين للاعتقال والتعذيب حتى الموت على يد الجيش السوداني بعد اتهامه بالتعاون مع قوات الدعم السريع، وذلك عقب انسحاب هذه القوات من مدينة سنجة في نوفمبر الماضي. وعُثر على الجثة بعد تعرض الضحية للتعذيب داخل المعتقلات.
كما شنت ميليشيات متحالفة مع الجيش حملات اعتقال في منطقة “السامراب” في بحري، حيث اعتقلت عددًا من الشباب، ووفقًا لمقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، تم تهديدهم بإحراقهم داخل إطارات سيارات تالفة. هذا الفيديو أثار موجة من الغضب، حيث وصفه الناشط بشرى علي بأنه يتضمن “حكم إعدام وتعذيب بالنار”، مؤكداً على الوحشية والتعذيب العنيف الذي تعرض له هؤلاء الشباب.
ويرى المراقبون أن هذه الميليشيات المتطرفة تعمل بشكل متزايد في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، مما يعرض المواطنين إلى عقوبات قاسية، خاصة أولئك الذين يرفضون النزوح من مناطقهم. في مناطق مثل الحلفايا شمال الخرطوم والدندر، يتم تنفيذ عمليات قتل وتصفيات جسدية بحق المدنيين من قبل هذه الميليشيات.
في سنجة، أكدت تقارير منظمات حقوقية وقوع انتهاكات جسيمة من قبل الميليشيات التابعة للجيش السوداني. فقد تم تنفيذ عمليات تصفية جسدية وعمليات قتل خارج نطاق القانون ضد المدنيين الذين رفضوا النزوح من مناطقهم. وأصدر المركز المركزي لحقوق الإنسان – السودان بيانًا يعرب عن قلقه الشديد حيال هذه الانتهاكات، مؤكداً وقوع عمليات قتل غير قانونية بحق المدنيين على يد القوات المسلحة السودانية.
وفي هذا السياق، أكد حزب الأمة القومي مقتل القيادي آدم بشير آدم تحت التعذيب داخل معتقلات الجيش في سنجة، مشيرًا إلى أن الضحية تم اعتقاله ظلمًا مع العديد من المواطنين من قرى سنجة والشكابة وزينوبة وأبوحجار وودالنيل لمجرد رفضهم النزوح من مناطقهم. وأدان الحزب سلوك الانتقام من المواطنين الأبرياء، مطالبًا الجيش السوداني بوقف الانتهاكات وإطلاق سراح المعتقلين.
هذا وتستمر الانتهاكات بحق المدنيين في مناطق أخرى، حيث تتوسع الاعتقالات والمداهمات، وسط دعوات من القوى الحقوقية والمواطنين إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات وإيجاد حلول عاجلة لحماية المدنيين من العنف المستمر.