أفاد مصدر قيادي في قوات الدعم السريع، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لموقع “دارفور24” بأن قائد القوات، محمد حمدان دقلو (حميتي)، اتخذ قرارًا حاسمًا بوقف هجوم وشيك كان يستهدف مناطق مأهولة بالسكان في شمال دارفور، بما في ذلك منطقة “كرنوي”. جاء هذا القرار في إطار الرد على الهجوم الذي شنته القوة المشتركة للحركات المسلحة على منطقة “الزرق”.
وأشار المصدر إلى أن الهجوم المخطط له كان يهدف إلى استعادة السيطرة على المناطق التي تأثرت بالاشتباكات الأخيرة. وأضاف المصدر أن قوات الدعم السريع في شمال دارفور كانت قد أعدت تعزيزات عسكرية كبيرة، تتجاوز الألف سيارة قتالية، بالإضافة إلى استنفار عدد من القبائل العربية للمشاركة في الهجوم. ومع ذلك، تم إصدار أوامر من القيادة العليا لقوات الدعم السريع بوقف الهجوم والتركيز على مناطق تجمع القوة المشتركة التي تضم الجيش السوداني والحركات المسلحة، مما يعكس استراتيجية مدروسة لتفادي تصعيد النزاع.
وأوضح المصدر أيضًا أن قائد قوات الدعم السريع أبلغهم بأن الهجوم الأخير الذي نفذته الحركات المسلحة على منطقة الزرق يمثل محاولة من بعض القوى لتأجيج الصراع وتحويله إلى نزاع قبلي في شمال دارفور. هذه التصريحات تشير إلى القلق المتزايد بشأن تداعيات الصراع على النسيج الاجتماعي في المنطقة، وأهمية الحفاظ على الاستقرار لتجنب الانزلاق إلى صراعات قبلية قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
وأشار المصدر إلى أن قوات الدعم السريع على دراية كاملة بتفاصيل المخطط الذي تنفذه حكومة بورتسودان، مضيفًا أن هناك تحذيرات سابقة من المخاطر المحتملة إذا انجرّت القوات وراء خطط الحرب القبلية. هذه التحذيرات تأتي في وقت حساس حيث تتزايد التوترات في المنطقة، مما يثير القلق بشأن استقرار الأوضاع الأمنية.
في سياق متصل، شهدت منطقة “الزرق” يوم السبت الماضي هجومًا من قبل القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، والتي تعتبرها قوات الدعم السريع نقطة استراتيجية هامة. وقد أثار هذا الهجوم ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول مقاطع فيديو تظهر سيارات قتالية تابعة للقوة المشتركة، مما يعكس تصاعد حدة الصراع في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، ترددت أنباء عن هجمات أخرى تستهدف بعض المدن والبوادي التي يسكنها العرب الرحل، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد. هذه التطورات تشير إلى تصاعد النزاع بين الفصائل المختلفة، مما يهدد باندلاع مزيد من العنف ويعكس حالة من عدم الاستقرار التي تعاني منها المنطقة في الوقت الراهن.