أفاد شهود عيان بأن مستويات مياه النيل الأبيض في منطقة الجزيرة أبا لا تزال في ارتفاع مستمر حتى يوم الثلاثاء، مما أدى إلى أزمة إنسانية خطيرة في المنطقة. الفيضانات التي اجتاحت الجزيرة أبا تسببت في تدمير نحو 15 ألف منزل بشكل كامل، ما أثر على العديد من الأحياء مثل “الإنقاذ، غار المهدى، السوق الكبير، مهادى، وبرتي”، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل “الرحمانيات شرق وغرب” و”مناطق التمرين والطيارات”.
تظهر التقديرات الأولية حجم الكارثة التي حلت بالمنطقة، حيث يتزايد الخوف من تفاقم الوضع بسبب استمرار ارتفاع منسوب المياه. العديد من الأسر فقدت منازلها وممتلكاتها، ما يستدعي استجابة عاجلة من السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين، بما في ذلك توفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية.
تزايد الوضع تعقيدًا مع نزوح أكثر من 10,000 شخص من سكان جزيرة أبا إلى مناطق مثل “كنانة وعسلاية”، حيث صعبت عملية الإجلاء بسبب ارتفاع مستوى المياه فوق الجسر الترابي المستخدم للخروج من الجزيرة. إضافة إلى ذلك، انتشرت الأمراض الوبائية مثل الكوليرا، في وقت اختلطت فيه مياه الفيضان بمياه الصرف الصحي، مما يهدد بتفاقم الأوضاع الصحية.
وبالإضافة إلى التحديات الصحية، يواجه السكان خطر التعرض لهجمات من الثعابين والزواحف التي انتقلت من الأراضي التي غمرتها المياه إلى المناطق الجافة. وعلى الرغم من الدعوات لتدخل المنظمات الدولية، فإن معظم الجهود الحالية تتم عبر مبادرات أهلية من أبناء الجزيرة أبا.
الوضع في الجزيرة أبا يحتاج إلى استجابة منقذة للحياة لتخفيف المعاناة، بينما تستمر الجهود المحلية للتصدي لهذه الكارثة الإنسانية.