تعيش ولاية كسلا حالة من التوتر المتزايد في ظل أحداث الأربعاء، حيث وجهت حركة تحرير شرق السودان اتهامات لجهات غير محددة بإثارة الفوضى في المنطقة وتدبير مؤامرات خفية تهدف إلى تحقيق مصالح أطراف معينة تسعى لزعزعة الاستقرار في شرق السودان. جاء ذلك في وقت حساس تعيش فيه المنطقة توترات متصاعدة.
في التفاصيل، منعت القوات المسلحة السودانية الآلاف من أنصار حركة تحرير شرق السودان من العودة إلى البلاد بعد مشاركتهم في احتفالات الذكرى الأولى لتأسيس الحركة في إريتريا. ورغم أن المنع استمر لساعات، فقد تم السماح لهم بالدخول لاحقًا. الحركة اعتبرت أن هذا المنع كان مخططًا مدبرًا، ورأت أن تبريرات الجيش بعدم التنسيق مع السلطات المحلية لا تُقنع، ما زاد من استياء الحركة.
في بيان رسمي، أكدت الحركة أنها تمكنت من تجاوز الأزمة، مشيرة إلى أهمية الحفاظ على حقوق أعضائها وضرورة تحقيق الاستقرار في المنطقة. كما اعتبرت أن هذه الأحداث هي محاولة لجر جماهير الحركة إلى أجواء من التوتر في مسعى لتأثير على مكتسباتها واستقلالية قرارها.
في الذكرى الأولى لتأسيس الحركة، أكد قائد حركة تحرير شرق السودان، إبراهيم عبدالله دنيا، التزام الحركة بموقف الحياد في النزاع القائم في السودان. شدد على ضرورة عدم الانجرار وراء الصراعات، حيث تسعى الحركة للحفاظ على استقلالية قرارها وحماية مصالح المنطقة وسكانها. كما أشار إلى أن الحركة ستتصدى لأي جهة قد تسعى للاعتداء على شرق السودان.
من جهة أخرى، قامت الحركة بجهود كبيرة لحل مشكلة عودة أنصارها بعد إجراء نقاشات مع المسؤولين المحليين، من بينهم نائب الوالي وقادة القوات المختلفة، بحضور ناظر عموم قبائل البني عامر، كما أشارت إلى دور السلطات الإرترية في تهدئة الأوضاع التي ساهمت في تسهيل عودة جماهير الحركة.
إريتريا تحتضن العديد من الحركات المسلحة من شرق السودان، بما في ذلك مؤتمر البجا بقيادة موسى محمد أحمد، والحركة الوطنية لشرق السودان برئاسة سليمان علي بيتاي، وهو ما يعكس الجهود الإقليمية الرامية إلى تعزيز التنسيق بين هذه الحركات المسلحة لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.
في الوقت ذاته، تواصل القوات المسلحة السودانية مساعيها لإقناع الحركات المسلحة بالعودة إلى البلاد والانخراط في القتال إلى جانبها في الحرب المستمرة، بينما أرسلت قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داوود تعزيزات عسكرية إلى محور الفاو الأسبوع الماضي لاستعادة السيطرة على الجزيرة.
تستمر الأوضاع في شرق السودان في التصاعد، مع استمرار الجهود المحلية والإقليمية لتسوية الأزمات الأمنية والسياسية في المنطقة.