انطلقت امتحانات الشهادة الثانوية السودانية يوم السبت في ظل ظروف استثنائية مليئة بالارتباك والتخبط، حيث تقدم نحو 343 ألف طالب وطالبة للامتحانات، ولكن حوالي 157 ألف طالب حُرموا من المشاركة بسبب الوضع الأمني الذي تسببت فيه الحرب الدائرة في البلاد. هذه الحرب التي دخلت عامها الثاني قد تسببت في تقسيم البلاد إلى مناطق تحت سيطرة الجيش ومناطق تحت سيطرة قوات “الدعم السريع”، ما أدى إلى صعوبة تنظيم الامتحانات في مناطق النزاع.
وكانت الطالبة رشاء محمد واحدة من آلاف الطلاب الذين حُرموا من تقديم الامتحانات بسبب الأوضاع الأمنية والمالية. رشاء، التي كانت تأمل في اجتياز امتحانات الشهادة الثانوية للالتحاق بالجامعة، لم تتمكن من السفر إلى المناطق التي تحت سيطرة الجيش بسبب الوضع المادي لأسرتها، ما أدى إلى حرمانها من فرصة الامتحان.
وقالت وزارة التربية والتعليم السودانية إن أكثر من 343 ألف طالب سجلوا للامتحانات المؤجلة من عام 2023، لكن الحرب تسببت في فقدان الكثيرين من الطلاب أرقام الجلوس، ما أدى إلى أن 157 ألف طالب لم يتمكنوا من التقدم للامتحانات. كما تم تنظيم الامتحانات فقط في الولايات التي تشهد هدوءًا أمنيًا، مثل الشمالية ونهر النيل والقضارف وكسلا، بينما استمر القلق بشأن استهداف مراكز الامتحانات في مناطق مثل أم درمان وكرري التي تعرضت لقصف مدفعي.
في المقابل، أكد المتحدث باسم نقابة المعلمين المستقلة، سامي الباقر، أن سوء التنظيم والإصرار على إجراء الامتحانات في ظل الظروف الراهنة يعتبر تصرفًا سياسيًا بحتًا، يهدف إلى فرض واقع الحرب، ويزيد من الانقسام في البلاد. وأضاف أن النقابة اقترحت سابقًا إجراء امتحانات شاملة وعادلة بمشاركة المنظمات الدولية، لكن هذا الاقتراح لم يُؤخذ به.
على الرغم من ذلك، صرح وزير التربية والتعليم المكلف أحمد خليفة بأن الطلاب الذين لم يتمكنوا من أداء الامتحانات سيحظون بفرصة أخرى في مارس المقبل، وهو ما يُعطى لهم فرصة لإعادة الالتحاق بنفس دفعتهم الدراسية.
الأوضاع الأمنية السيئة في البلاد حالت دون تقدم عشرات الآلاف من الطلاب في 8 ولايات، بما في ذلك دارفور وكردفان الكبرى ومناطق في الخرطوم والجزيرة، حيث استمرت الحرب في هذه المناطق. وفي الوقت ذاته، رفضت السلطات التشادية إجراء الامتحانات على أراضيها لنحو 13 ألف طالب من دارفور، ما زاد من تعقيد الوضع.
في الختام، لا تزال عملية التعليم في السودان متأثرة بشكل كبير بالحرب المستمرة، مع عواقب مدمرة على التعليم، حيث تشير إحصائيات اليونيسيف إلى أن 12 مليون طالب سوداني فقدوا فرصة التعليم بسبب النزاع.