أكد ستيفن كورنيش، المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود، أن مجلس الأمن الدولي قد وصل إلى طريق مسدود فيما يتعلق بالأوضاع في السودان، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لم يستخدم نفوذه بشكل كافٍ لضمان حماية المدنيين وتمكين وصول المساعدات الإنسانية. وبيّن في تصريحات له أن الدول لم تضغط بما فيه الكفاية على أطراف النزاع لضمان احترام التزاماتها في حماية المدنيين وإيصال المساعدات.
خلال زيارته إلى ولايتي البحر الأحمر والقضارف، وقف كورنيش على أوضاع النازحين في مخيمات أم راكوبة، مشيرًا إلى أن استجابة المجتمع الدولي لا تتناسب مع الاحتياجات الهائلة، خصوصًا في دارفور حيث لا تزال المساعدات غائبة في كثير من المناطق. وأضاف أن القوات المتحاربة هي المسؤولة في النهاية عن أفعالها، ويجب أن تضمن حماية المدنيين وتمكين وصول المساعدات.
ووفقًا لتقرير المنظمة، تعمل أطباء بلا حدود في 11 ولاية سودانية تقدم الرعاية الصحية الأساسية، وعلاج جرحى الحرب، ورعاية الأطفال والنساء، إلى جانب استجابة لمشكلات سوء التغذية.
رعاية منقذة للحياة في الخارج
كورنيش أشار أيضًا إلى أن المنظمة قد وسعت نطاق عملها ليشمل تقديم الرعاية الصحية المنقذة للحياة في مناطق مثل شرق تشاد وجنوب السودان، حيث تدير مراكز طبية وعيادات متنقلة وتوفر اللقاحات وتحسن مرافق الصرف الصحي. وفي تشاد، أجرت المنظمة دراسة حول العنف الجنسي الذي تعرض له 135 ضحية، 90% منهم تعرضوا للاعتداء على يد مسلحين.
التأثير المروع للقتال على المدنيين
كشف كورنيش أن القصف المتكرر على مخيم زمزم في شمال دارفور قد أدى إلى تفاقم أزمة سوء التغذية والمخاطر القاتلة التي تهدد حياة 450,000 شخص في المخيم. كما تحدث عن عواقب النزوح القسري، الذي تسبب في تدهور الصحة النفسية والجسدية للسكان، بالإضافة إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا والحصبة. وشدد على أن العنف المستمر، والهجمات على المستشفيات، ونهب المرافق الصحية، إضافة إلى نقص الإمدادات، أدى إلى انقطاع الخدمات الصحية في العديد من المناطق.
الإعاقة المستمرة للوصول الإنساني
أكد كورنيش أن أطباء بلا حدود تواجه صعوبات كبيرة في توفير المساعدات الطبية للسكان الأكثر تضررًا، بسبب القيود الأمنية والبيروقراطية المفروضة على العاملين في المجال الإنساني. كما أشار إلى أن العوائق الأمنية والبيروقراطية تساهم في إبطاء الاستجابة الإنسانية ومنع الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
وأكد في ختام تصريحاته أن المنظمة تواصل تقديم المساعدات في المناطق المتضررة ولكنها بحاجة إلى ضمان الوصول الآمن للمساعدات واحترام ذلك من قبل الأطراف المتحاربة.