أعلنت قوات الدعم السريع، يوم الثلاثاء، أن الجيش السوداني قام بقصف مقر لتوزيع المساعدات الإنسانية في منطقة “جنوب الحزام” في العاصمة الخرطوم، في خطوة وصفها البيان بأنها استهداف ممنهج للمنظمات الإنسانية. وكان هذا الهجوم على المقر جزءًا من سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مؤخرًا مكاتب ومنشآت للمنظمات الإغاثية في مناطق مختلفة من البلاد.
وقد وقع هذا الهجوم بعد أيام من استهداف الطيران الحربي للجيش السوداني لمكتب ميداني تابع لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة يابوس بولاية النيل الأزرق، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من موظفي البرنامج، بينهم مدير المكتب.
وتأتي هذه الهجمات بعد وصول الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية التي تتضمن 26 شاحنة محملة بالمواد الغذائية، وهي جزء من قافلة إغاثية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، والتي وصلت إلى السودان في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
البيان الصادر عن قوات الدعم السريع
في بيان رسمي لها، أدانت قوات الدعم السريع هذا الهجوم على المقرات الإنسانية، واعتبرت أنه يشكل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني. وأشارت إلى أن القصف جزء من استهداف ممنهج لمقار المنظمات الدولية التي تعمل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، بما يعيق وصول المساعدات إلى المدنيين المحتاجين.
كما استنكرت قوات الدعم السريع تكرار هذه الهجمات، ودعت المنظمات الحقوقية الدولية إلى متابعة ومراقبة ما وصفته بالجرائم التي يرتكبها الجيش السوداني في حق المدنيين، مشيرة إلى أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين وتدمير المنازل والبنية التحتية بما فيها مراكز إيواء النازحين.
الجرائم والانتهاكات المستمرة
وأكد البيان أن عمليات القصف التي ينفذها الجيش السوداني ليست جديدة، بل هي استمرار لانتهاكات سابقة ارتكبها الجيش في مناطق مثل جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور. وذكرت قوات الدعم السريع أن قادة الجيش السوداني، بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، أصبحوا ملاحقين دوليًا بسبب هذه الانتهاكات، التي وصفها البيان بأنها جرائم حرب ضد المدنيين.
هذا التصعيد في الهجمات يعكس تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، حيث تزداد صعوبة إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة بسبب النزاع المستمر.