انتقد سياسيون سودانيون العقوبات الأمريكية التي فرضتها وزارة الخزانة على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، معتبرين أنها قد تمثل “صك براءة” للجيش السوداني وميليشيات الحركة الإسلامية المتحالفة معه. ورأوا أن هذه العقوبات قد تمنح الضوء الأخضر للجيش وميليشياته لمواصلة ارتكاب الجرائم المتمثلة في القصف الجوي والتصفيات الجسدية المستهدفة بناءً على العرق والهوية.
وقال مستشار قائد قوات الدعم السريع، أيوب نهار، إن العقوبات الأمريكية تشجع الجيش السوداني والحركة الإسلامية على الاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين، حيث اعتبر أن الحيثيات التي أُسست عليها العقوبات تنطبق على البرهان أكثر من حميدتي. وأضاف أن هذه العقوبات هي قرارات “غير عادلة” لأنها تقتصر على طرف واحد فقط، رغم أن الجيش والحركة الإسلامية كانا جزءاً من الصراع.
من جانب آخر، اعتبر القيادي في الحزب الجمهوري السوداني، عبد الجبار إبراهيم، أن هذه العقوبات ستسهم في تقوية ميليشيات الإخوان المسلمين، مؤكداً أن إدارة بايدن قد أسدت خدمة للتنظيم العالمي للإخوان، بدلاً من الضغط على جميع الأطراف المتورطة في النزاع. وأشار إلى أن فرض عقوبات على طرف واحد فقط يزيد من توازن القوى لصالح الطرف الآخر، ما قد يؤدي إلى تفاقم النزاع بدلاً من تهدئته.
وفي سياق متصل، أكد السياسيون أن قوات الدعم السريع كانت قد أبدت استعدادًا للتعاون مع الأمم المتحدة في الوصول إلى المساعدات الإنسانية، في حين رفض الجيش والحركة الإسلامية أي مفاوضات. وأضافوا أن واشنطن تتحمل مسؤولية تصعيد الوضع الحالي، لاسيما أن الحركة الإسلامية لم تكترث للضغط الدولي، وهو ما زاد من تعقيد الأزمة.