أعرب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن خيبة أمله العميقة تجاه استمرار النزاع في السودان، مؤكدًا أن الوضع في السودان يشكل تحديًا كبيرًا للجهود الدولية، وأنه كان يأمل في أن تتمكن إدارة ترامب من تحقيق تقدم في هذا الملف. وقال بلينكن في مؤتمر صحفي إن الفشل في تحقيق حل سلمي للنزاع السوداني يعد مصدر قلق كبير، حيث أسفر هذا الصراع عن معاناة واسعة للعديد من السودانيين.
وأشار بلينكن إلى أن الولايات المتحدة كانت تأمل أن تساهم جهودها في دعم الاستقرار في السودان، لكن الظروف لم تكن مواتية لتحقيق هذا الهدف. وفي الوقت ذاته، أكد الوزير الأمريكي على ضرورة استمرار التعاون الدولي في معالجة الأزمات الإنسانية والسياسية في السودان، معربًا عن أمله في أن تتضافر هذه الجهود للوصول إلى السلام والاستقرار في البلاد.
في سياق آخر، شدد بلينكن على أن القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ارتكبت “جرائم حرب موثقة”، تشمل استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، وكذلك تنفيذ إعدامات ميدانية. كما أشار إلى أن القوات السودانية انتهكت القانون الإنساني الدولي بشكل واضح، وهو ما يعكس تجاهلًا تامًا لالتزاماتها في “إعلان جدة لعام 2023” حول حماية المدنيين.
كما أوضح بلينكن أن الجيش السوداني استخدم التجويع كسلاح حرب، وعطل بشكل متعمد تدفق المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، مما أدى إلى أزمة إنسانية تعتبر واحدة من أسوأ الأزمات في العالم. وذكر أن أكثر من 25 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، فيما يواجه أكثر من 600 ألف شخص المجاعة.
وأكد بلينكن أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على البرهان تأتي في إطار محاسبة المتورطين في هذه الجرائم والانتهاكات خلال الصراع السوداني، حيث يواصل البرهان عرقلة الجهود الدولية للسلام، بما في ذلك رفضه المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي عُقدت في سويسرا في أغسطس 2024.
في ختام حديثه، أكد بلينكن التزام الولايات المتحدة بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في السودان ودعمها المستمر للشعب السوداني في تحقيق انتقال ديمقراطي يحقق تطلعاتهم في السلام والعدالة.