أكد الباحث السياسي السوداني، عمار صديق سعيد، أن العقوبات الأمريكية المفروضة على قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، سيكون لها تأثيرات كبيرة على مسار الحرب السودانية. وأوضح أن هذه العقوبات ستزيد من عزلة البرهان ونظامه العسكري على الصعيد الدولي، مما سيؤثر سلباً على قدرته في الحصول على الدعم المالي والعسكري والتعاون الدولي، وهو ما سيزيد من تعقيد الوضع السوداني.
وأشار سعيد في حديثه لـ “تأسيس ” إلى أن استمرار الضغوط قد يضطر البرهان للجلوس إلى طاولة المفاوضات واتخاذ خطوات عملية لإنهاء الصراع، مضيفًا أن العقوبات ستؤثر بشكل كبير على الشرعية الدولية للبرهان، خصوصًا إذا استمرت هذه الضغوط عليه. وقال إنه من الممكن أن تحجم بعض الدول عن تقديم الدعم العسكري له، مما سيؤدي إلى تغيرات في توازن القوى داخل السودان.
وأضاف سعيد أن البرهان فقد شرعيته منذ انقلاب 25 أكتوبر، على الرغم من محاولات بعض الدول الإقليمية رفع العزلة عن نظامه، خاصة عبر زيارته الأخيرة لدول غرب إفريقيا. ومع ذلك، اعتبر أن العقوبات قد تدفع البرهان إلى التمسك بالسلطة بقوة أكبر من خلال ممارسات ديكتاتورية على غرار الرئيس المخلوع عمر البشير، مما قد يطيل أمد الحرب.
وأكد سعيد أن التصعيد العسكري قد يزداد في حال استمر البرهان في التمسك بالسلطة، مما سيزيد من تعقيد الوضع السوداني، مشددًا على أن الشعب السوداني لم يعد مستعدًا للتحمل بعد أن شهد فشل الجيش وقيادته في إدارة الصراع.
أما فيما يتعلق بمستقبل البرهان، فقال سعيد إن العقوبات ستكون لها تأثير سياسي كبير عليه، لكن من غير المحتمل أن تفضي إلى إنهاء دوره بشكل نهائي. وأوضح أن البرهان قد يجد لنفسه دورًا مستقبليًا إذا استجاب للضغوط وعاد إلى المفاوضات أو قدم بعض التنازلات.
وأضاف سعيد أن العقوبات الأمريكية جزء من سياسة الضغط على البرهان، وستؤثر بشكل كبير على قدرة النظام السوداني على التعافي اقتصاديًا، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، ما قد يضعف قدرة البرهان على الحصول على دعم داخلي أو خارجي في المستقبل.