في مستهل عام 2025، شهد حزب البعث السوداني انقسامات حادة بعد أن أصدر الحزب في 20 يناير قرارًا بفصل عدد من كبار قياداته، من بينهم أمين سر الحزب المحامي يحي الحسين، والمتحدث الرسمي والمسؤول السياسي المهندس محمد وداعة. هذا القرار جاء بعد خلافات طويلة حول مواقفهم السياسية، خاصة دعمهم لاستمرار الحرب وارتباطاتهم بالإسلاميين.
حزب البعث السوداني الذي تم تأسيسه في التسعينات نتيجة لانقسام داخل حزب البعث الأصلي، كان يعاني من تباين في المواقف بين قياداته منذ بداياته. وقد تجددت هذه الخلافات بشكل حاد بعد رحيل القيادي محمد علي جادين، حيث أصدر الحزب قرارًا بفصل الحسين ووداعة وغيرهم بسبب مخالفاتهم لما وصفه الحزب بـ “مبادئه وقيمه” المتعلقة بوقف الحرب والدعوة للسلام والانتقال إلى التحول المدني الديمقراطي.
في المقابل، ردت المجموعة المفصولة، بقيادة محمد وداعة، ببيان نفي للقرار معتبرة أنه استهداف من مجموعة مناوئة داخل الحزب يقودها القيادي شريف ياسين، الذي كان قد فُصل سابقًا من الحزب. كما اتهم وداعة في بيانه القيادة الحالية بأنها تدير الحزب بشكل غير شرعي، مشيرًا إلى محاولات استهدافه وشخصنة الخلافات داخل الحزب.
وفقًا لمصادر داخل الحزب، فإن هذا الخلاف لم يكن وليد اللحظة بل هو نتيجة لتراكمات داخلية منذ فترة طويلة، بدأت من الانسحاب من تحالف “الحرية والتغيير” والمشاركة المترددة في “اعتصام الموز” ثم الحوار مع “المؤتمر الشعبي” وغيره من المواقف السياسية المثيرة للجدل. كما أشار المصدر إلى وجود ضغط مالي من جهات مختلفة، مثل مجموعة “البرهان”، وهو ما ساهم في تأزيم الوضع داخل الحزب.
الانقسام الحالي في الحزب يعكس حالة من التوتر الداخلي والصراع على السلطة بين جناحين مختلفين، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع السياسي في السودان في ظل الأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة.