في حادثة تثير القلق وتسلط الضوء على التوترات المتزايدة في السودان، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر أفرادًا يرتدون زيًا عسكريًا في منطقة موقف شندي بحري، حيث قاموا بتوجيه تهديدات واضحة ضد القوى المدنية. الفيديو يظهر جنديين يتحدثان بلهجة حادة، مما يثير مخاوف من عودة ممارسات القمع التي شهدتها البلاد في فترة حكم الرئيس المخلوع عمر البشير.
في الفيديو، يشير أحد الجنديين إلى معتقل يُعرف محليًا باسم “تلاجات موقف شندي”، الذي كان يُستخدم خلال فترة النظام السابق كأحد أماكن الاعتقال والتعذيب الشهيرة. الجندي قال بلهجة تهديدية: “هذا معتقل جهاز الأمن الذي تعرفونه جيدًا أيها القحاطة”، في محاولة لتهديد المعارضين السياسيين تذكيرهم بممارسات القمع الوحشية التي عايشوها في الماضي.
وقد أضاف الجندي بعبارة أخرى: “هذا هو مكان التلاجات يا قحاتة”، مما يبرز نية واضحة لإخافة المعارضين وإسكات الأصوات المطالبة بالتغيير. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس تشهد فيه البلاد تنامي المطالبات بحقوق وحريات القوى المدنية في ظل حالة من الانقسام بين العسكريين والمجتمع المدني.
موقف شندي، الذي يقع في مدينة بحري، كان في عهد نظام البشير يُستخدم كرمز للقمع من خلال الاعتقالات التعسفية والتعذيب الجسدي والنفسي ضد المعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين. وهذه التصريحات تهدد بتجديد تلك الأساليب التي خشي الكثيرون من عودتها مع تزايد التحركات العسكرية الأخيرة.
هذه الواقعة تثير علامات استفهام كبيرة حول مستقبل العلاقة بين القوى العسكرية والمدنية في السودان، خصوصًا في ظل التحديات المستمرة التي تواجهها البلاد في مرحلة ما بعد الثورة، والتي تطالب بإرساء الديمقراطية وتحقيق العدالة بعد الإطاحة بنظام البشير في 2019.