في تحليله حول أوضاع ما بعد دخول الجيش السوداني إلى مقر القيادة العامة، أكد اللواء المتقاعد كمال إسماعيل أن الحرب في السودان قد تمتد لعقود، متوقعًا أن تستمر لأكثر من 20 عامًا. وقال في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط” إنه لا يعتقد أن “الدعم السريع” سينهار، مشيرًا إلى أن الحرب الحالية هي “مجرد عمليات كرّ وفرّ” بين الطرفين، وأن السيطرة من جانب أي طرف ستكون مؤقتة.
وأشار اللواء إسماعيل إلى أن الحسم العسكري في هذه الحرب أمر مستبعد، وأن الحرب لن تنتهي إلا من خلال “التفاوض” الذي يؤدي إلى وقف إطلاق النار، وفصل القوات. وأضاف أن السلاح منتشر في جميع أنحاء البلاد بيد الأفراد والميليشيات، وأن وجود مجموعات تسعى للانتقام من قوى “ثورة ديسمبر” يعقد الوضع، مما يصعب عودة الناس إلى مناطقهم.
وفيما يتعلق بتراجع “الدعم السريع”، أرجع إسماعيل ذلك إلى “إنهاك طرفي الحرب”، مشيرًا إلى أن الحروب المستمرة بين الجيش وميليشياته، حتى إذا استعادوا الخرطوم، لن تعني نهاية الصراع. وأوضح أن الحل الوحيد هو إرادة قوية من الأطراف المعنية، ودعا إلى ضرورة العودة للتفاوض في جدة، وضرورة توحيد القوى السياسية المدنية لوقف “الشقاق” الذي يهدد وجود البلاد.
ويرى اللواء إسماعيل أن الحل العسكري غير ممكن في ظل الوضع الحالي، ويؤكد أن السلام لن يتحقق إلا عبر المفاوضات والضغط الدولي على الأطراف المتحاربة.