أثار مقطع فيديو متداول على نطاق واسع موجة استنكار وغضب عارمة بعد أن ظهر فيه جنود يرتدون زي القوات المسلحة السودانية وهم يقتلون شابًا بوحشية باستخدام الفؤوس والرصاص. الفيديو، الذي يُظهر الشاب وهو يتعرض للضرب المبرح حتى سال دمه على الرصيف، ثم إطلاق وابل من الرصاص عليه، أثار تساؤلات حول انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام العنف المفرط من قبل القوات المسلحة.
ووفقًا للمشاهد التي ظهرت في الفيديو، تمت تصفية الشاب أمام عدد كبير من الجنود، حيث قام بعضهم بضربه بالسواطير قبل أن يتم إطلاق النار عليه بشكل مكثف، مما أدى إلى مقتله على الفور. وعلى الرغم من عدم تأكيد موقع الحادثة بدقة، إلا أن مصادر محلية أفادت بأن الجريمة وقعت في منطقة الجيلي.
هذا الحادث يأتي في سياق تصاعد أعمال العنف التي تشهدها مناطق مختلفة في السودان، حيث تم توثيق عدة حالات مماثلة في الأسابيع الأخيرة. ومن بين هذه الحوادث، قتل الصحفي أحمد الأمين ابنه “غسان” برصاصة في الرأس في حي الشعبية ببحري، وهو ما أثار موجة جديدة من الغضب والاستنكار.
من جهته، وصف الخبير القانوني المعز حضرة هذه الأفعال بأنها “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات تستمر بسبب الإفلات من العقاب. وأضاف حضرة في حديث لراديو دبنقا: “هذه الجريمات تُعتبر انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني، ويجب محاسبة مرتكبيها أمام القضاء”.
كما أشار إلى أن بعض هذه الجرائم قد تكون بدوافع شخصية أو انتقامية، خاصة ضد نشطاء شاركوا في ثورة ديسمبر أو أعضاء في لجان المقاومة. وأكد أن صمت النيابة العامة وأجهزة الدولة عن هذه الجرائم يُعد استغلالاً للقانون لأغراض سياسية.
من جانبها، أدانت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي هذه الجريمة، ووصفتها بأنها “تصرف وحشي لا يعكس سلوك البشر”. ودعت في بيان لها إلى فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال.
كما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش وكتائب البراء بارتكاب هذه الجريمة، مؤكدة أن هذه الأفعال لا تمثل سلوك القوات النظامية.
في ظل هذه الأحداث، طالب نشطاء ومنظمات حقوقية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات، مؤكدين أن استمرار العنف والإفلات من العقاب يهدد استقرار السودان ويعمق معاناة المدنيين.