حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تصاعد أعمال العنف الانتقامية ضد المدنيين في العاصمة الخرطوم، مؤكداً أن المدنيين يجب أن يظلوا خارج نطاق الاستهداف العسكري، وأن على جميع الأطراف الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
وأشار المكتب إلى تلقيه تقارير مقلقة عن انتهاكات جسيمة ترتكبها جماعات مسلحة بحق المدنيين، وسط التحولات الأخيرة في السيطرة العسكرية على العاصمة، مما زاد المخاوف الدولية بشأن سلامة السكان.
وشددت الأمم المتحدة على ضرورة إجراء تحقيقات شاملة في هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكدة أن الالتزام بحماية المدنيين ليس مجرد التزام قانوني، بل مسؤولية أخلاقية تتطلب احترام حقوق الإنسان.
الوضع الإنساني والمساعدات الدولية
في ظل هذه الظروف، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه تمكن اليوم الخميس من توزيع 1200 طن متري من المواد الغذائية والتغذوية لحوالي 100 ألف شخص في منطقتي بحري وأم درمان، وهي أول شاحنات مساعدات تصل إلى العاصمة منذ اندلاع القتال الأخير.
من جانبها، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 400 ألف نازح عادوا إلى مدنهم الأصلية في الجزيرة، سنار، والخرطوم، إلا أن العديد منهم يواجه نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية، مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
في الوقت نفسه، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في شمال دارفور والنيل الأبيض دفعت أعدادًا متزايدة من السكان إلى النزوح مجددًا، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في البلاد.