في تحرّك مفاجئ ومثير للتساؤلات، هبطت طائرة إسعاف جوي تركية تابعة لشركة رداستار في مطار بورتسودان مساء الأحد، وبقيت في المدينة أقل من ساعتين فقط قبل أن تغادر مجددًا إلى مدينة أنطاليا التركية. الرحلة، التي جرت باستخدام طائرة من طراز Learjet 45XR برقم التسجيل TC-RSB، تأتي في وقت بالغ التعقيد على الصعيدين الأمني والإنساني في شرقي السودان.
ظروف الهبوط الغامض:
لا تزال طبيعة المهمة غير معلومة، حيث لم يصدر أي تصريح رسمي من السلطات السودانية أو التركية بخصوص حمولة الطائرة أو هوية من كانوا على متنها. ومع أن الطائرة مصممة خصيصًا للمهام الطبية الطارئة، لم يتم تأكيد ما إذا كانت تنفذ عملية إجلاء طبي، نقل مسؤولين، أو تدخلًا إنسانيًا خاصًا.
السياق الأمني المتدهور:
الزيارة الليلية للطائرة التركية تزامنت مع إعلان استئناف الملاحة الجوية في مطار بورتسودان، بعد توقف مؤقت نتيجة هجوم شنّته طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع على منشآت حيوية، من بينها قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعات مدنية.
ووفقًا لبيان الجيش السوداني، فقد نجحت الدفاعات الجوية في إسقاط عدد من المسيّرات، إلا أن إحدى الغارات أصابت مخزنًا للذخيرة، مما أدى إلى انفجارات متفرقة في محيط المطار. ولم تُسجل إصابات بشرية، لكن الهجوم اعتُبر تحولًا نوعيًا في تكتيكات الدعم السريع، إذ إنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مطار بورتسودان منذ بداية النزاع.
تعزيزات وانتشار أمني:
في أعقاب الهجوم، عزّز الجيش السوداني وجوده العسكري في المدينة، وأغلق الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي وقيادة الجيش، في خطوة احترازية لمنع أي اختراق جديد قد يستهدف المرافق الحساسة. وتستمر حالة الاستنفار الأمني في بورتسودان التي تؤوي حاليًا بعثات دبلوماسية وسكانًا نازحين من مناطق الحرب في الخرطوم ودارفور وكردفان.
خلاصة:
الهبوط السريع لطائرة الإسعاف التركية في بورتسودان، وسط الهجمات الجوية الأخيرة والاضطرابات المتصاعدة، يسلّط الضوء على مدى هشاشة الوضع الإنساني والأمني في المدينة. وبينما تبقى مهمة الطائرة مجهولة، فإن تحركات مثل هذه تعكس عمق الأزمة السودانية وتشير إلى أن المدينة الساحلية التي كانت تُعد الملاذ الآمن الأخير، لم تعد بمنأى عن التصعيد العسكري.