تصاعدت حدة التوتر الميداني في مدينة أمدرمان بين مقاتلي لجان المقاومة والثوار المنضوين تحت لواء الجيش السوداني، ومليشيا “كتائب البراء بن مالك” الإسلامية، بعد تصريحات نارية لقائد الكتائب، المصباح طلحة، وصف فيها الثوار بـ”الأطفال قليلي الأدب”، وهددهم بالتصفية بعد انتهاء المعارك مع قوات الدعم السريع.
وظهر المصباح في مقطع فيديو واسع الانتشار، وهو يخاطب عناصره قائلاً: “كما قال شيخنا علي عثمان، لدينا كتائب ظل تعلمونها جيدًا… القحاتة ديل نحن جاينهم بعد نخلص من الدعامة”، وسط هتافات من مقاتليه: “نحن الإخوان جوة الميدان”، في إشارة إلى تبعية الكتائب للحركة الإسلامية التي كان يقودها النظام السابق.
واتهم المصباح مجموعات من الثوار في أمدرمان بـ”قلة الأدب”، وسخر من ارتدائهم الزي العسكري، قائلًا إنهم “مجرد أطفال” يطالبون بذهاب الجيش إلى الثكنات وحل كتائب البراء، مضيفًا: “ده ما وقت قلة أدب”.
ردود الفعل لم تتأخر، حيث تداول ناشطون مقطع فيديو آخر يُظهر المصباح وهو يتحرك على دراجة نارية، فيما يهتف في وجهه عدد من الثوار بأنهم “أبناء ثورة ديسمبر”، محذرين من محاولات مليشيات الإسلاميين إعادة إنتاج خطاب القمع والوصاية باسم الدين أو الحرب.
وأفاد شهود عيان بوجود توتر كبير في بعض جبهات أمدرمان، وسط تزايد الاحتكاكات بين كتائب البراء والثوار المقاتلين إلى جانب الجيش. وأشار ناشطون إلى أن الخلافات بين الطرفين قديمة، لكنها تفاقمت عقب الخطاب الأخير للمصباح، الذي اعتبروه تهديدًا مباشرًا لرموز الثورة وحاضنتها السياسية.
وتأتي هذه التطورات في وقت دقيق، حيث لا تزال المعارك مشتعلة في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما يُنذر بإرباك إضافي في صفوف القوات المناهضة للدعم السريع إذا لم تتم معالجة هذا التوتر داخليًا.