شهدت الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 سلسلة من الضربات القاسية التي تعرّض لها الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، سواء على الصعيد الدولي أو الداخلي، ما أضعف موقعه السياسي والعسكري، وزاد من عزلة السلطة الانتقالية في بورتسودان.
يناير: عقوبات أمريكية تطال رأس الجيش
بدأ العام بإعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات مباشرة على عبد الفتاح البرهان، بتهم تتعلق بجرائم حرب وعرقلة الانتقال الديمقراطي. اتُهم الجيش بتنفيذ غارات قاتلة على المدنيين واستهداف منشآت حيوية مثل المدارس والمستشفيات والأسواق.
رغم محاولة البرهان مجاملة إدارة ترامب بتهنئته مع عودته للبيت الأبيض، فإن العقوبات أكدت عدم رغبة واشنطن في فتح قنوات مع القيادة العسكرية الحالية.
فبراير: تصعيد أممي ضد مجازر الجيش
أدانت الأمم المتحدة في تقرير رسمي الجيش السوداني بمسؤولية مباشرة عن مجازر واسعة في الخرطوم ودارفور.
في نفس الشهر، أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريراً شديد اللهجة اتهمت فيه الجيش وميليشيات “درع السودان” بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقد شكل هذا ضغطاً دولياً متصاعداً على سلطة بورتسودان.
مارس: فضيحة “الأسلحة الكيميائية”
كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن استخدام الجيش لأسلحة كيميائية مرتين على الأقل ضد قوات الدعم السريع.
زاد هذا الكشف من الاستنكار الدولي، لا سيما أن تقارير موازية أكدت استهداف الجيش للبنية التحتية المدنية، ومنع المساعدات، ورفض الحوار.
كما ظهرت خلافات داخل الجيش وانشقاقات، خاصة مع اتهامات بقيام ميليشيات إسلامية بالسيطرة على القرار.
أبريل: تحالفات خارجية ومزيد من القمع
سلّط الإعلام الدولي الضوء على تقارب عسكري بين حكومة بورتسودان وطهران، في خطوة أثارت حفيظة أطراف إقليمية ودولية.
في الداخل، ومع الذكرى الثانية لاندلاع الحرب، خرجت مظاهرات تطالب بحكم مدني. ردّ الجيش كان باعتقالات جماعية طالت نشطاء بارزين، مما عمّق عزلة السلطة.
مايو: صفعة قانونية في محكمة العدل الدولية
تلقت سلطة بورتسودان ضربة قانونية موجعة بعد أن رفضت محكمة العدل الدولية دعواها ضد الإمارات، وقررت شطب القضية لعدم الاختصاص.
جاء هذا بعد اتهام السودان للإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما رفضته المحكمة شكلاً ومضموناً، مما اعتُبر هزيمة سياسية ودبلوماسية للجيش.
الخلاصة:
من العقوبات الدولية إلى الإدانة الحقوقية، مروراً بفضائح الأسلحة المحظورة وفشل التصعيد القانوني، تعرّضت القيادة العسكرية السودانية في بورتسودان إلى تآكل في شرعيتها وعزلتها دولياً، وسط تصاعد الغضب الشعبي والميداني. الشهور القادمة تبدو حاسمة في تقرير مصير الحرب والسلطة في السودان.