أطلق البروفيسور عبد الرحمن العمرابي تحذيرات شديدة اللهجة حول مستقبل السودان، مؤكدًا أن البلاد تُدار اليوم بالقوة المسلحة لا بالعقل السياسي، في ظل صراع دموي يُفقد الدولة ملامحها، ويهدد كل المبادرات المدنية بالانهيار.
وفي مقال مطوّل، وصف العمرابي الحرب الدائرة بأنها صراع على “السيادة والملكية” لا على الحكم الرشيد، مؤكدًا أن الجيش لا يزال يرزح تحت إرث الإسلاميين، بينما تسعى قوات الدعم السريع لتقديم نفسها كقوة تمثل الهامش والتغيير، لكن كلا الطرفين يقتتلان فوق ركام البلاد.
وأشاد العمرابي بمحاولة إنشاء تحالف مدني جديد من خلال مبادرة “تأسيس” التي أطلقتها قوى مقربة من الدعم السريع، معتبرًا أنها تشكل بادرة أمل لكنها مهددة من الداخل بسبب تغوّل شخصيات نافذة مدعومة بالمال والنفوذ، وهو ما قد ينسف فرص التغيير الحقيقي.
وحذر من تكرار التجارب السياسية الفاشلة، داعيًا إلى تمكين القوى المهنية والشبابية والمجتمع المدني المستقل من قيادة المرحلة القادمة، مشددًا على أن أي مشروع للتغيير سيبقى هشًا ما لم يكن محصنًا ضد التسلط والاختطاف.
وأكد العمرابي أن لا سلام ممكن دون عدالة، ولا عدالة حقيقية دون تمثيل فعلي لإرادة الناس، داعيًا لإعادة تعريف الصراع على أنه من أجل المستقبل لا على أنقاض الماضي، حتى لا يتحول حلم “السودان الجديد” إلى مجرد شعار فارغ.